[b] الأدلة على أن أطفال المشركين مشركين مثلهم
-----------------------------------------------
عن الصعب بن جثامة رضى الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أهل الدار من المشركين يُبيتون فيُصاب نسائهم وذراريهم ثم قال ( هم منهم ) رواه الجماعة إلا النسائى
قال عبد الله بن مسلم بن قتيبة فى كتاب تأويل مختلف الحديث
ليس الإقرار الأول مما يقع به حكم أو عليه ثواب ألا ترى أن الطفل من أطفال المشركين ما كان بين أبويه فهو محكوم عليه بدينهما لا يصلى عليه إن مات .
قال إبن تيمية فى كتاب درء تعارض النقل الجزء الرابع ص 309
فأما إذا عُرف أن كونهم ولدوا على الفطرة لا ينافى أن يكونوا تبعا لأبائهم فى أحكام الدنيا ذالت الشبهة .
قال إبن قدامة المقدسى
ومن أسلم من الأبوين كان أولاده الأصاغر تبعا له فى الإسلام رجلا كان أو إمراه
لقوله تعالى { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ }
وقد ذكر علماء اللغة فى تفسير حرف الفاء فى قوله صلى الله عليه وسلم ( فأبواه ) ما يفيد الترتيب والتعقيب والسرعة بلا تراخ زمنى فى قوله { أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا }
قال إبن القيم فى أحكام أهل الذمة ص339
ولما كان الطفل غير مستقل بنفسه لم يكن له بد من ولى يقوم بمصالحه ويكون تابعا له ، وأحق من نصب لذلك الأبوان إذ هما السبب فى وجوده وهو جزء منهما ولهذا كان لهما من الحق عليه ما لم يكن لأحد سواهما فكانا أخص به وأحق بكفالته وتربيته من كل أحد ، وكان من ضرورة ذلك أن ينشأ على دينهما كما ينشا على لغتهما فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ، فإن كانا مسلمين ربياه على التوحيد ، فإجتمع له الفطرة الخلقية وتربية الأبوين ، وإن كانا كافرين أخرجاه عن الفطرة التى فطره الله عليها بتعليمه الشرك وتربيته عليه لما سبق له فى أم الكتاب ، فإذا نشأ الطفل بين أبوين كان على دينهما شرعا وقدرا .
يقول ابن القيم فى كتاب إعلام الموقعين ج4 ص269
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن اهل الدار من المشركين يبيتون فيصاب من ذراريهم ونسائهم فقال ( هم منهم ) حديث صحيح
ومراده صلى الله عليه وسلم بكونهم منهم التبعية فى أحكام الدنيا
قال إبن المنذر فى الإجماع ج1 ص74
وأجمعوا على أن حكم الطفل حكم أبويه إن كانا مسلمين فحكمه حكم أهل الإسلام وإن كانا مشركين فحكمه حكم الشرك ، يرثهم ويرثونه .
قال إبن القيم فى كتاب أحكام أهل الذمة
تبعية الابوين تغلب حكم الدار
تبعية السابى تغلب حكم الدار والأبوين
تبعية الدار تغلب الفطرة وحدها ( يعنى وجود الطفل وحده مع عدم وجود مسلمين )
الفطرة تغلب حكم الدار إذا كان وجود طفل وحده مع وجود مسلمين فى المكان .
قال إبن بطه فى كتاب الإبانة الكبرى
لكن المسلمين مجمعين وعلى إجماعهم مصيبون والحمد لله أن من مات من أطفال اليهود والنصارى والمجوس ورثه أبواه وورث هو أبويه وولياهما غسله ودفنه وأن أطفالهم منهم ومعهم وعلى أديانهم .
يقول إبن القيم فى كتاب إعلام الموقعين ص350
ومما يدل على ذلك . العمل المستمر من عهد الصحابة وإلى اليوم بموت أهل الذمة وتركهم الأطفال ولم يتعرض أحد من الأئمة ولا ولاة الأمور لأطفالهم ولم يقولوا هؤلاء مسلمون ، ومثل هذا لا يهمله الصحابة والتابعون وأئمة المسلمين .
وينقل إبن القيم عن شيخ الاسلام ابن تيمية فى كتاب احكام اهل الذمة ج2 ص390
تعليق ابن تيمية على مقال محمد بن حسن الشيبانى حيث قال ( وأما محمد فإنه رأى الشريعة قد إستقرت على أن ولد الكفار يتبع أبويه فى الدين فى أحكام الدنيا ، فيحكم له بحكم الكفر فى أنه لا يصلى عليه ولا يدفن فى مقابر المسلمين ولا يرثه المسلمون ويجوز إسترقاقه وغير ذلك .
قال ابن قدامة فى كتاب المغنى باب المرتد
( فأما أولاد المرتدين فإن كانوا ولدوا قبل الردة فإنهم محكوم بإسلامهم تبعا لأبائهم ولا يتبعونهم فى الردة لأن الإسلام يعلو وقد تبعوهم فيه ، فلا يتبعونهم فى الكفر ، فلا يجوز إسترقاقهم صغارا لأنهم مسلمون ولا كبارا لأنهم إن ثبتوا على إسلامهم بعد كفرهم فهم مسلمون ، وإن كفروا فهم مرتدون ، حكمهم حكم أبائهم فى الإستتابة وتحريم الإسترقاق أما من حدث ( ولد ) بعد الردة فهو محكوم بكفره ، لأنه ولد بين أبوين كافرين ويجوز إسترقاقه لأنه ليس بمرتد . ( نص عليه أحمد )
قال إبن كثير فى تفسير قوله تعالى
{فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
البيت المقصود الذى كان فيه لوط وبناته ، وهذا يدل على أن باقى البيوت الأخرى كانت بيوت كافرين ، ولو كان أطفال المشركين مسلمين لكان الله أنجاهم من الهلاك .
وقال إبن كثير فى تفسير قوله تعالى
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ }
فى قصة أصحاب السبت من أهل القرية والذين اعتدوا فى السبت وكانوا قد نهاهم الله تعالى عن ذلك , قال ابن كثير فى حديثه الطويل عن إبن عباس رضى الله عنه ( فأصبحوا فيها قردة وإنهم ليعرفون الرجل بعينه وإنه لقرد ، والمرأة بعينها وإنها لقردة والصبى بعينه وإنه لقرد .
قال إبن القيم فى كتاب شفاء العليل ص 298
( فإنه قد عُلم بالإضطرار من شرع الرسول أن أولاد الكفار تبع لأبائهم فى أحكام الدنيا وأن أولادهم لا ينزعون منهم إذا كانوا ذمه فإن كانوا محاربين إسترقوا ، ولم يتنازع المسلمون فى ذلك .[/24
]
الرئيسية 