الحق المبين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الحق المبين

دينى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 بيان الكفر فى حمل الأوراق الرسمية ( الجزء الثانى)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 22/02/2014

بيان الكفر فى حمل الأوراق الرسمية ( الجزء الثانى) Empty
مُساهمةموضوع: بيان الكفر فى حمل الأوراق الرسمية ( الجزء الثانى)   بيان الكفر فى حمل الأوراق الرسمية ( الجزء الثانى) Emptyالثلاثاء فبراير 25, 2014 11:10 am

[b]تابع المخالفات التى توجد فى الاوراق   ( الجزء الثانى )
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام علي النبي الأمين وبعد :
لقد هدانا الله سبحانه و تعالى إلى دين قيم ملة إبراهيم حنيفا و ما كان من المشركين فله الحمد أولا و آخرا ظاهرا وباطنا حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه يليق بجلال و جهه وعظيم سلطانه . فما كان لنا إذ رأينا نور الحق و خالط بشاشة قلوبنا بصيص الإيمان أن نستكبر أو نجحد أو نعاند و نرتد فالحمد لله الحمد لله على نعمة التوفيق و ما أعظمها من نعمة .
و ديننا الذي ندين به لله تعالى هو دين التوحيد دعوة المرسلين أجمعين ، و سأذكر هنا نقطة الخلاف مع الذين يقولون عن الأوراق الثبوتية
وهي البطاقات الجوازات ووثائق عقد الزواج مِنْ الطاغوت الذي شرعها واصدرها القانون الوثن.
لا بد عند بحث أي أمر أن نرده إلى أصله الشرعيي
فمصطلح (القوانين الإدارية والقوانين الشرعية ) وكذلك( الأمور الإدارية والتنظمية ) لم يرد في القرآن ولا في السنة حتى نبحث عن مراد الله به وعلى ذلك لن نجد له حكما شرعيا ننزله عليه.
فما هو مرادف هذه المصطلحات في الخطاب الشرعي لنعلم حقيقة وصفها الشرعي فإذا حصل ذلك بحثنا عن حكمها الشرعي ؟ وهل هذه المصطلحات مما تحتمل معنى صحيحا واحدا ام هي مما تحتمل أكثر من معنى كلفظ راعنا ؟هذا هو سؤال نجد هنا وهناك من يسميها القوانين (الإدارية )
وهناك من يسميها (الأمور الإدارية)
وهناك من يسميها ( أمور تنظيمية )
فالمثبت لهذه المصطلحات الحادثة في الدين ان يأتي ببيانها لنرى صحتها أو بطلانها من الشرع ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيي عن بينة و هذاالموضوع استشكل على البعض هو عدم تفريقهم بين الأحبار و الرهبان و بين أرباب البرلمان . و زعموا أنهما مشتركان في العلة و هي نوع التشريع فالحكم واحد و كلام العلماء في التفريق في الطاعة( الأحبار و الرهبان )سينطبق على أرباب البرلمان ، و نقول إن هذا جهل عميق و افتراء على الله عز و جل لان الوصف لكلا النوعين مختلف وبناء على الاختلاف في الوصف سيكون الاختلاف في نوع التشريع
• العلة في اجتناب أرباب البرلمان و وجه عبادتهم
فالبرلمانيون حلقة من حلقات صناعة الأوثان "القانون " إذ ان مهمتهم هي اقتراح القوانين وصياغتها ثم إقراراها بالأغلبية ثم تأتي الحلقة الأخرى وهي مجلس الشيوخ أو الأعيان أو اللوردات أو الشورى فيتم فيها ما تم في البرلمان ثم ينتهي بالحلقة الأخيرة وهي رأس النظام ليوافق عليه فخلال المراحل السابقة يكون اسمه مشروع قانون وفي حال اكتمال الحلقة وهي موافقة رأس النظام عليه يصبح قانونا مطاعا ومتحاكما اليه فالطاعة هنا ليس للبرلمانيين او الشيوخ او حتى راس النظام "وإنما لما صنعوه وهو القانون " فهذا القانون هو من صناعة البشر والبشر لا يصنعون إلا جمادا لا حياة فيه فما يصدر عنهم هي أعمال وهذه الأعمال كلها جمادات وهذا عين ما كان يفعله الأقوام المشركين حين يصنعون وثنا يعبدوه قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام مخاطبا قومه: أتعبدون ما تنحتون() والله خلقكم وما تعملون () فطاعة القانون والتحاكم إليه وإتباعه إنما هو طاعة وثن وتحاكم إلى وثن وإتباع لوثن ، فالوثن قبل أن يكون معبودا( مطاعا ومتحاكما إليه وحاكما ومتبعا) لا يقبل العقل طاعته ، ولكن عند من يدعون التوحيد أصبح الوثن بالشرع مطاعا فأصبح دينهم طاعة الاوثان مع أنهم لا يقبلون هذا قبل ان يكون كذلك. فالوثن في التعامل معه لا نقول موافق للشرع وغير موافق للشرع لأنه أصلا لا يتكلم حتى يأمر فيطاع او يحكم فيتحاكم اليه .


وكذلك من يمثلون القانون وينوبون عنه فهم على اعتبار سدنته الذين يتكلمون باسمه وهنا طاعتهم انما هي للوثن ايضا لانهم يتكلمون باسمه ومعلوم انه لا ينطق ولا حكمة له ، فهنا ايضا لا ننظر الى كونه مخالف او موافق لانهم يردون اقوالهم ( حكما وأمرا ) الى الوثن والله تعالى يقول: فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر الآية، فالله تعالى بين بنص صريح ان علة الايمان بالله واليوم الآخر هي الرد الى الله تعالى والى الرسول عليه الصلاة والسلام ومفهوم المخالفة ان الكفر بالله واليوم الآخر هو الرد الى غير الله تعالى والى غير الرسول عليه الصلاة والسلام وعظمها الرد الى الاوثان كحال من ينوبون عنها ويعملون باسمها. وهذه الاوامر  ملزمة وواجبة أي انها تحمل صفة الوجوب وهو احد انواع التشريع من الاحكام الخمسة لان الوجوب يتضمن الزام من حيث ايجاد الفعل (الوجوب) او النهي وهو التحريم .


• تشريعات الوثن : وهو القانون.
هذه تشريعات الوثن لا ينظر لها أوافقت الشرع أم لم توافق بل هي بإطلاق شرك أكبر لأنها تستمد شرعيتها من أن هذا إله يوحي إلينا الأحكام و أحكامه لا يجوز لنا تجاوزها و من فرق فيها فقد ضل سواء السبيل .

كمثل أن يقال إن هبل يوجب الوقوف في الإشارة كذا و يجيز المرور في إشارة
كذا ، فهل يقول مسلم إن طاعة هبل تنقسم إلى طاعة شرك و طاعة معصية "او لا يدخل في التشريع !! ما لكم كيف تحكمون" . فإن تمادو و أصروا أن طاعته مقسمة إلى معصية و شرك فإننا نطالبهم بالدليل من القرآن و السنة فإن لم يكن لهم إلا اتباع الهوى فنحن براء منهم و ممن اتبعهُ . فمعلوم من دين الإسلام أن من نصب أوثانا تشرع الأحكام فقد غوى و اعتدى و من تابعه على ذلك فقد أشرك بالله تعالى ما لم ينزل به سلطانا . " و قال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون " فعند الاوثان ننظر الى حقيقتها الوثنية ولا ننظر الى ما ينسب اليها من حيث موافق او غير موافق.


واما الاحبار والرهبان ( العلماء والمشايخ والعباد)

فكلمة حبر وراهب اذا وردت على العقل لا يتبادر منها الا ذلك الانسان المنتسب الى دين يستمد منه اقواله وافعاله سواء حقا او باطلا فعندما تسمع كلمة حبر او راهب لا يخطر ببالك اطلاقا رئيس جمهورية او ملك او امير او قاضي او غيره وانما تنصر الصورة بذلك الشخص الذي وقف نفسه لخدمة الشرع فشتان بين هؤلاء واؤلئك
فهؤلاء طاعتهم إنما هي لما ينسبونه الى شرع الله تعالى وليس الى اشخاصهم او غير ذلك

فطاعتهم ليس لاشخاصهم ابتداءا فهؤلاء ينظر الى ما يصدر عنهم فطاعتهم في تحليل الحرام أو تحريم الحلال تصير شركا أكبر مخرجا من الملة كما قال تعالى " اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله "فتكون الطاعة للفعل وليس للشخص
مع تفصيل في المسألة بينه أهل العلم أن طاعتهم تنقسم إلى قسمين مع العلم ان الآية تتحدث عن قسم واحد فقط وليس قسمان والقسم الآخر نسال من يستدل به من اين جاء؟
فالعلة عند الأحبار و الرهبان هي تبديل أحكام الله فمن بدل حكما لله عز و جل و أتى مكانه بشريعة من هواه فهو طاغوت من أجابه و التزم بما أفتاه عليه فينقسم قسمين:
القسم الأول: من أطاعه في الفعل دون الطاعة في اعتقاد حل الحرام أو حرمة الحلال فيكون بمثابة من أطاع الشيطان في أمره بالمعصية و يخرج من ذلك طاعته في الشرك أو مسبة الله عز و جل أو كل ما ينقض الدين كذا القسم الثاني الذي سنذكره فيكون كافرا .
القسم الثاني من أطاعه في الفعل و وافقه في اعتقاد حل الحرام أو حرمة الحلال فذاك المشرك حيث اتخذه ربا من دون الله يعقب على أحكام الله عز و جل .
و نعود دائما إلى استمداد الشرعية فإن الأحبار و الرهبان و قس عليهم من يسمون المشايخ يستمدون شرعيتهم من الدين فالأصل في طاعتهم اما هو لما يصدر عنهم عكس الأوثان الباطلة التي النظر فيها لذات الاوثان فكل أمرها باطل و شرك بالله عز و جل.
• القانون

أما طاعة القانون فهي نفس طاعة الوثن فالقانون وثن يعبد من دون الله و إليه مرد الأمر و النهي و التحاكم عند المشركين و اشتهر من مذهبهم أن القانون فوق الجميع . و من قاس القانون على تحليل الحرام و تحريم الحلال عند الأحبار و الرهبان فقد ضل سواء السبيل . و ليست العبرة عندنا أوافق القانون الشرع أم لم يوافق للأسباب التالية :
أولا القانون وثن يعبد
حيث صرح جميع أربابه و سدنته و عبيده أنه فوق الجميع ، لا يتردد جاهل من جهلتهم أنه فوق شرع الله . إن عارض أحدهم و قال ما هكذا قال الله تعالى أو إن حكم الله كذا فسيجيبه أقرب قريب من العبيد إن العبرة بالقانون و القانون فوق الجميع و القانون هو مرد أقوالنا و أفعالنا و اختلافنا . و صار ديدنهم و ما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى القانون .
و مهمتنا تطبيق القانون . و يعتذر أحد حماة و عبيد القانون أنه يريد و يحب مساعدة فلان أو علان و لكن لا سبيل لذلك فالقانون يقول كذا و كذا . فصار الذي يحكم أفعالهم و تحركاتهم القانون . فهو الإله الباطل من نواح متعددة . وهذا الوصف وحده يكفينا فيه لاجتنابه و الكفر به فانظر إلى اختلاف العلة بين الأحبار و الرهبان و بين القانون .

و ما دام كذلك فكل طاعة لهذا الوثن هي شرك بالله عز و جل فلا نقول نطيع الوثن فيما وافق شرع الله . كما لا نقول نتحاكم للطاغوت فيما وافق شرع الله . و كما لا نقول نطيع إله التشريع فيما وافق شرع الله . و إننا إذ نقول ذلك يوازيه قولنا نعبد الصنم فيما وافق شرع الله و معلوم أن هذا من الحمق المبين و من انحطاط بالعقل إلى درجة البهيمية التي لا تعقل و لا تدرك .
ثانيا : استمداد الشرعية
فالقانون يستمد شرعيته من الدستور و موافقة الشعب و قوة السلطان بخلاف شرعية أحكام المشايخ فإنما تستمد شرعيتها زورا و بهتانا من الكتاب و السنة . و قد تقدم الكلام عن هذا في طاعة المشايخ و العلماء .
وهل اصحاب هذا المعتقد لا يستطيعون التحرر من عبودية الوثن و لا يستطيعون أن يتركوا البطائق و الرخص التي ألزمهم بها الطاغوت فانقادوا لها دونما تفكر أم أنهم يخافون أن يرمون بالرجعية و التخلف ، أم أنهم لا يقدر على مخالفة دين الآباء في هذه بالذات ، فنسأل الله لهم أن يردهم إليه ردا جميلا إن علم فيهم خيرا و تواضعا و خلاصة ديننا الذي ندين به لله عز و جل أننا لا نعترف لأحد بسلطان إلا من أمر بأمر الله و نهى عما نهى الله و كان استمداد أقواله و أمره و نهيه من شرع الله .فالله أمرنا باجتناب عبادة الطاغوت و إخلاص العبادة لله عز و جل فمن أطاع قانون البرلمان فهو المشرك عندنا أحب من أحب و كره من كره.

وان من معاني العبادة الولاء ومن معاني الولاء الطاعة والاتباع ومن لم يعلم حقيقة هذه الامور لن يصل الحق ويكون ممن يجادل بغير علم : فإن الافعال تنقسم الى نوعين : كفر ومعصية لذت الفعل ، وكفر ومعصية لغيرها، وهذا متعلق ايضا بما اصله مباح ، فالمباح قد يصبح ايمانا وقد يصبح كفرا بتوصيف معين، لذلك فنحن لا نبحث في الفعل كفعل مجرد ورق مكتوب عليه هذه بطاقة وهذا جواز والخ ... كل هذه لا حكم لها ابتداء فلو قلت : ما حكم الجواز ؟
فلن تحصل على اجابة ، ولو سألت: ما حكم التحاكم للحصول على حقي المالي ؟
فلا ينظر الى قولك حقي حتى يعلم لمن تتحاكم ، والقرائن لها اعتبار فلو رايت شخصا خارجا من محكمة طاغوتية فقال لك أخذت حقي لحكمت عليه بالشرك ، فلو قال لك لو ان هناك حكما اسلاميا واخذت حقي هل اكون كافرا ؟ فجوابك له هذا قياس باطل وليس العبرة باخذ الحق وإنما كيف تأخذه.

فعندما نتحدث عن الحوادث في دار الشرك المحكومة باحكام الشرك فاننا نعلم أنه لا اعتبار لشرع الله عند القوم فمسالة وانت كل ما تقوله من فرضيات للتحمل الأوراق الثبوتية المبنية على اصل انت تجاهله لو تم اعتباره لاصبحت هذه المسالة غير مطروحة فهي مبنية على : ترخيص ( تحليل) من القانون ( الوثن) للشخص ، فحقيقة المسالة تصبح: ما حكم من يذهب للطاغوت لحمل هذه الاوراق بناء على احكام الوثن. وهذا هو الشرك بعينه.
و الأمور الخارجة عن دائرة التشريعات كلا منهما مشروعا فى ذاته ولكن باستعمال الطاغوت لها أصبحت كفرا لأن الطاغوت يستخدمها ولا يختلف لديه أن يكون هذا الأمر جائزا شرعا أم غير جائز فليست نيته متابعة أمر الله وتنفيذه ، فيقال : كما لو حكم شيئا من الشريعة يكون ذلك كفرا والتحاكم إليه فيه كفرا أيضا ، فكذلك كل ما يقوم به الطاغوت من الأمور المباحة فى الأصل و الخارجة عن دائرة التشريعات .
باستعمال الطاغوت له صار كفرا.



وانت من اين تحصل على هذه الأوراق أليس من الطاغوت الذي أمرك الله بجتنابه ؟ في قوله تعالى: ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً إن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) فهذا فعل امر واضح اليس انت من يمتثل الى تشريع وقانون الاحوال الشخصية و استخرجتها اتباعا على حسب القانون واستكملت الشروط القانونية لها ثم ملكتها ؟

والاصل فى الطاغوت الاجتناب والبعد وعمل شيء من عنده يجعلك تحت ولأئه وسلطتة {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة257
-قبول شروط الاوراق الثبوتية جمله وعلى الغيب وأحكامهم((قوانين الأحوال الشخصية )) •]أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُشَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يـَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ[[الشورى:

فمن ينتظر منهم الرضى رضى بالطاغوت أو ينشده كمن يؤمل من السراب الخادع ماءا، والثقة بهم وهم كبير وغفلة عن وقائع التأريخ المتكررة في كل زمان ومكان.ولذلك جاءت النصوص الكثيرة تأمر بمقاطعتهم وعداوتهم واجتنابهم مهما تظاهروا بالعدل، التي طالما اصطادوا الناس بشباكها.وفي الوقت نفسه دعت إلى توثيق الكفر بين الناس، وتنعكس آثارها على الكثير من جوانب الحياة، لم تنل ما تستحقه من العناية الموازية لدنياهم البائسه،.وليس هذا بالغريب في ظل انحراف عام لازالة التوحيد ويجعلوا الطاغوت يخيم بظلامه ، وينشر دسائسه في كل مكان.ولكن الغريب حقاً، أن تسري غاشية المرض إلى فئات من الناس ممن يملكون علماً أو عاطفة دينية ويتقلدون شيئاً من أمر الناس أو هكذا يخيل إلينا.من أجله يصاب المؤمن بالحزن والأسى، ، وقد يندفع تحت وطأة هذه الظروف إلى النظر في موقفه من الأشخاص الذين ربما حمل في قلبه لهم محبة واحتراماً وقتاً من الأوقات يعتقد فيهم على الحق او يعيشو للاظهار الحق.وتلك حقائق ساطعة تصدمك بكل أسف أينما اتجهت، إلا أنه من الواجب تلمس أسباب هذه الكارثة للناس معتقدين أنهم على توحيد الله، ومحاولة البحث عما يمكن أن يساهم في إزالت حب الدنيا لهم، وهم سبب خطيرعلينا هو أنهم يعيشو ليعيشو؛ ومن منحيات البعد التام عن دعوه الأنبياء فى عباده الله واجتناب الطاغوت والمفاجئه أنهم إنخرطو مع الطاغوت نفسه وكانوا جزء من الطاغوت وهذا سبب تام فى عدم إعلاء كلمه الحق والخوف على وظيفتهم والله تعالى يقول {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }
قال تعالى( وفرعون ذو الاوتاد)
فجميع أعوانه وجنده وناصريه سماهم الله تعالى بالأوتاد الذين يثبت المُلك فلا يجعل الأمر يميل منه أويخرج من تحت سيطرته كما جعل الله الاوتاد (الجبال) لتثبيت الأرض وهذا الاوراق الثبوتية حكمها الكفر لأنه ردء للطاغوت معاون له  كيف من يثبت الملك للطاغوت يكفر به وكيف اجتنبه وهو من يثبت ملكه فا والله لم يحقق الاجتناب ولا الكفربالطاغوت فكيف يكون مسلما.


وأيضا من أشد معوقعات الدعوة، والسلاح الذي كثيراً ما يشهر في وجوه الدعاة والمصلحين لعرقلة نشاطهم أو إجهاضه بقول انتم تغالو بالدين

ومن السذاجة أن نتوقع من طاغوت مستبد أو مفسد لهذا المجتمع ان يعمل عنده اناس على توحيد لله،

هناك مجموعة من الوسائل لعل من أيسرها القول: الأصل فى ديننا هو الاجتناب الكلى و لابد من إعادة النظر في أساليب التربية والتوجيه،

لتكتسب صورتها الإسلامية الخالصة من شوائب التقليد والتبعية.وفي تقديري أنه يتعين علينا أيضاً التسليم بارتباط هذه المشكلة بتراكمات طويلة مكتظة بالأخطاء والممارسات الشائنة. من أهمها: الجهل، وافتقاد الناس للقدوة المتمثلة لأخلاق الإسلام في سلوكها وتعاملها إلى جانب ضعف الإيمان.

علينا ان نطرق جميع البطانه الطاغوتيه يقول الله تعالى في كتابه الكريم : {يَاأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُواْلاَتَتَّخِذُواْبِطَانَةًمِّن دُونِكُمْ لاَيَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَاعَنِتُّمْ قَدْبَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَاتُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُقَدْ بَيَّنَّالَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ))

ونقول بأن العمل فى الحكومه وحمل أوراقها هو كفر بواح لا إكراه فيه لأن عقيدتنا تُحتم علينا أن نكون هكذا ، لأنها لاتقبل حل وسط إما إيمان وإما كفروالعياذ بالله منه ، ومن المعلوم لدينا بأن العمل عند الطاغوت فى اى من الوزرات التشرعيه او التنفيذيه او الإستهلاكيه والخدمات هى وزرات تبعا لمنظومه واحده" وهى منظومه الطاغوت.
و السلام
فيجب عليك أنك إن رأيت الطاغوت يأمر و ينهى و يدعي هذا الحق لنفسه بل و يمارسه بأن يقيم أنظمة الناس وفق ما ادعاه و جب عليك حين ذلك أن تكفر به – لأنه ليس له هذا الحق بل هو حق الرب جل و علا – لا أن تدخل تحت نظام الدينونة و الخضوع عنده و تدخل تحت عقدة ولاءه و إنما عليك الكفر به و الكفر إنما يكون بالعمل و الاعتقاد و القول و لا يصح إلا باجتماع الثلاثة و أقل أحوال الكفر به هو إنكار القلب وهو اجتنابه بالكلية حين طغيانه و ادعاءه هذا الأمر و العمل به و الدعوة إليه
أما طاعته في ذلك و الدخول تحت ولاءه فيه فهو الكفر بعينه و إن لم يكن هذا هو الكفر فلا يمكن وصف كفر بعده
لأن الإيمان بالطاغوت هو أعلى درجات الكفر بالله لأنه كفر في الربوبية و الألوهية و ليس كفر وساطة فقط
لادعاء من يفعل ذلك حق الطاغوت في تصريف هذه الشؤون
و هنا ملاحظة طيبة في الآية التي تلي بيان العروة الوثقى من وجوب الكفر بالطاغوت كلية
هو قول الله تعالى " و الذين كفروا أولياءهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظالمات أولائك أصحاب النار هم فيها خالدون "
الولاء أصله من الموالاة و الموالاة في اللغة هي القرب و تلي الشيء الشيء إذا تبعه و تلي الرجل الرجل إذا تبعه و تلي الطاغوت إذا تبعه و التتالي هو التتابع
و هو حكم واضح بين على أن من دخل في ولاء الطاغوت و نقض العروة الوثقى و دخل في عقدة ولاء الطاغوت – مثل الولاء الوطني الوثني القومي الذي على أساسه يبني الطاغوت الحقوق و الواجبات - أنه كافر بالله تعالى حكما واضحا بينا لا لبس فيه
و يترتب على فعله جزاءين لازمين واجبين في الدنيا و الآخرة لا ينفكان عنه أبدا و لا يفوتاه أبدا -ما دام في طاعة هذه الطواغيت فيما يدعونه من أمر أنه ما لم يقلع و يتوب و يرجع إلى الله و يعترف بحق العبادة يعني الطاعة و الخضوع و الانقياد له و حده-
فإن الله تعالى لا يقبل أي طاغوت يدعي هذا الحق لنفسه و يبغضه و اقتضت حكمته جل و علا كمال ربوبيته أن يحكم على أمر الطاغوت بالفساد و البطلان و الضلال و الفشل
و هما حكمين حكم دنيوي و حكم أخروي
فأما الحكم الدنيوي
فإن الله جل و علا حكم على حكم الطاغوت في الدنيا أنه مفسدة ممحضة و شر صرف و ضلال تام لا خير فيه و لا مصلحة و لا هدى إنما هو شر محض خالص
و بذلك تطيش القاعدة المدعاة بادعاء أي مصلحة في هذا الفعل و بذلك يخرج هذا العمل بالكلية من أي نظرة مدعاة في قاعدة المصالح و المفاسد فإن طاعة الطاغوت فيما يأمر به شر محض لا خير فيه
و الله جل و علا لم يجعل في الكفر و الشرك أي مصلحة للناس
و هذا أمر قدري لازم أن الطاغوت لا يصلح أمره أبدا إنما هو يفسد دائما و أن الله لم يجري علي يديه أي خير للناس
فحتى الزينة و المتاع الظاهرين إنما هما عذاب و نار على من دخل فيها
و مثال ذلك في أكبر طواغيت آخر الزمان بل أكبرهم على الإطلاق- كما ورد في الأخبار الصحيحة - من أوله لآخره و هو الدجال
أن الله قضى على من أطاعه و دخل في ولاءه بالكفر أنه لا ينال خير في الدنيا بل تكون عليه نقمة و حسرة
و لذلك جعل الله تعالى جنة الدجال نارا و ناره جنة و هذه حقيقة جنة و نار كل طاغوت فناره جنة زاخرة و جنته نار تأجج على عبيده و من دخل فيها
فلن يجد من عبد الطاغوت و رضي العمل بأمره دخل في طاعته و في عقدة ولاءه و تحت لواءه إلا الذلة و الصغار و لن ينال بعد انشراح صدره بالكفر و نقضه للعقدة الوثقى لدينه و كفره بربه إلا خزي الدنيا و عذاب الآخرة
و لذلك قضى الله على عبيد الطواغيت أن طواغيتهم شر عليهم في الدنيا و الآخرة و في الدنيا قبل الآخرة
فهم من يخرجونهم من النور إلى الظلمات و من الهدى إلى الضلال و الخير إلى الشر
قال الله تعالى " و الذين كفروا أولياءهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات"
فأولها هم كفار باتباعهم لهم و طاعتهم له و هم كفار بدخولهم تحت عقدة ولاءه لقول الله تعالى " و الذين كفروا "
ثانيا هم خاسرون ضالون لم يتحقق لهم مصلحة في الدنيا و لا في الآخرة بناءً على فعلهم لأن وصف الطاغوت اللازم أنه يخرج من تبعه و والاه من النور إلى الظلمات
ثالثا هم في الآخرة مخلدون في النار
قال الله تعالى بعد ذلك " أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "

ثالثاً
من اعتقد أن الطاغوت من حقه شيء من الأمر أو الطاعة فهو مثل عبيد النمرود وهو ممن يشرك بالله تعالى في ربوبيته غيره بل يدعي الربوبية في الكون لغير الله
و هو معتقد بالنفع و الضر في هذا العمل الكفر و هذا اعتقاد لا ينفك عن كل مؤمن بالطاغوت مصدق للطاغوت لما ادعاه من ربوبية ولو في جانب واحد فقط من الحياة
فإن ذلك باطل لأن رب هذا الكون هو الله وحده و ليس أحد مستحق هذا الحق في حياة الناس من الخضوع و الربوبية و التحكم إلا الله جل و علا
و هذه حقيقة لا إله إلا الله ، أنه كما اعترفت أن الكون ليس له رب يتصرف في شؤونه كلها إلا الله فلا شريك و لا معين فإنه كذلك في شأنك أنت كله ليس لأحد حق في الطاعة إلا الله تعالى و ليس لأحد حق علي الناس في تصريف شؤونهم – كل شؤونهم – فلا تشريك و لا توسيط ليس لأحد هذا الحق إلا الله و لو في أمر واحد و أيما طاغوت زعم هذا الحق لنفسه فالدخول في ولاءه و طاعته فيما ادعاه كفر أكبر و هو من أصول الكفر
و تصديقه على ما ادعاه هو بذاته الكفر بالله و هو بعينه تصديق الطاغوت في طغيانه و ما جاوز به حده و الإيمان به و اعلم أن ما ادعاه الطاغوت لنفسه من حق ليس إلا لله تعالى وهو حق التدبير و التحكم و التصريف
قال الله تعالى في الآية التي تلي هاتين الآيتين العظيمتين آية عظيمة أخرى تبين ملة إبراهيم في البراءة من الطواغيت و محاججتهم في بيان بطلان ما داعوه من حق الربوبية و التصرف في شؤون الناس

و قبل هاتين الآيتين أعظم أية في القرآن تبين عظمة الله و جبروته و خضوع الكون كله له و أنه قهر كل شيء جل و علا بجبروته و أنا السموات و الأرض كلهما قد وسعها كرسيه فهم كحلقة في فلاة فيه و الكرسي هو موضع القدم من العرش و أصغر أجزاءه
و هذا مما يدل على حماقة الطواغيت و ضاءلة شأنهم جدا فلا يعدون أن يكونوا جرثومة في السماء الدنيا ليس لها أي وزن فكيف يدعون حق الرب جل و علا
و دليل أيضا على ضلال عبيدهم و من أطاعوهم و دخلوا تحت ولاءهم و أباحوا أن هذا من حق الطواغيت و صدقوهم

قال الله تعالى "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
”258 سورة البقرة

و بالتأكيد يصحب طاعة الطاغوت فيما يأمر به و ادعاء إباحة طاعته في ذلك و من يعمل هذا العمل من الأوراق الثبوتية الاعتقاد بنفع هذا العمل إن عمله و ضره إن تركه
و الحكم بإباحة ذلك هو بعينه الاعتقاد بربوبية الطواغيت و تصديقهم في دعواهم
و كذلك تجده إن عمله خرج منشرح الصدر ( قد شرح بالكفر صدرا)
و الذين يؤمنون بالمادة فقط يؤمنون بهذا الحق للطواغيت شرعا
فنحن نقول قد يجعل الله بعض مظاهر المادة من بطش وقوة في أيدي الطواغيت
ليس لأنهم مستحقون لها إنما هي ابتلاء لنا كما ابتلي أصحاب الأخدود و كما ابتلي كل من ادعى أنه يؤمن بالله تعالى
و لكن ليس معناها أن اجتناب هذا الضرر الظاهري المادي الذي يترتب على إظهار الكفر بالطاغوت هو الخير
بل إن العيش في الكفر هو كل شر و الموت في سبيل الله أعظم الخير و كل هذا الزخرف و المظهر عند الطاغوت مظهر باطل و لذلك وجب اجتنابه و بيئته التي يتسلط فيها بأوامره الباطلة بالكلية
و ليس كل البيئة إنما في مواضع أمره و مواضع بغيه فقط و هذه حقيقة الابتلاء فإنه لم يملك الكون
أما من استسلم للطواغيت  طمعا في شيء من الدنيا و زخرفا فلينتظر نتيجة دخوله في جنة الدجال و عاقبة عمله هذا في الدنيا و الآخرة
و من يؤصل أن هذا العمل مباح شرعا بناء على استدلاله بقهر المادة و قوة الواقع الفاسد الذي ابتلينا به عند الطاغوت
فهو كمن صدق النمرود أنه يحي و يميت – تماما-

فإن كون الطواغيت تتسلط علينا (قهرا) ببعض التشريعات و (إكراها) فإن ذلك لا يبيح لنا بحال أن نقول بإباحة ذلك أو نعتقد بجوازه شرعا أو أن الله جل و علا أمرنا به أو استحبه لنا أو جعل لنا مصلحة دينية أو دنياوية فيه
أو اعتقاد المصلحة ( النفع ) و ( الضر ) فيه
أو الإلحاد في معنى العبادة و جعل بعضها حق لله و بعضها حق جائز للطواغيت
و ينبغي أن نسعى لإزالة هذا الواقع لا للعبودية للطواغيت
و كيف تكون عبادة الطاغوت و طاعته فيما ادعاه و الدخول تحت ولاءه ليست كفرا و ليست عبادة له (!)
فهذا أصل الكفر و إدعاء ذلك لغير الله أو التنكر فمن حق الله فيه أصل الجحود و التنكر و أصل الإلحاد أيضا
و لذلك لا يمكن أن يفعل هذا مسلم إلا تحت ضغط الإكراه الملجئ لأنه يناقض أصل الدين
لا أن نفتري على الله الكذب و نبيح عبادة الطواغيت و الخضوع لها فيما تأمر

قال الله تعالى
"إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ * مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ * لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ * ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ * يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ

105-111 سورة النحل


حالنا أننا لا نستطيع أن نجتنب عبادة الطاغوت في كثير مما يأمر به
و قد أخبر الله تعالى عن الحل لمن هو مفتون مثلنا
هو الهجرة و الجهاد و لن يغفر لنا إلا بالسعي الصادق فيهما لا بالكفر

أما من دخل تحت ولاء الطاغوت و طاعته و ولاءه و إعانته في مؤسساته و هيئاته و مراكزه و نظمه و أنشطة المجتمع الجاهلي الاختيارية كالتعليم التي تأمر و تدعوا لها الكفر و تروج له و تحكم به و قائمة عليه بالفعل و يدخل تحت طاعة الطاغوت و يعمل به ثم يدعي أنه قلبه مطمئن بالإيمان فهذا كفره لا غبار عليه و لا شبهة فيه.
و الحمد لله رب العالمين
و إليكم بعض التعاريف الهامة

الدين " هو الدينونة و الخضوع " - و الدين كله لله
قال الله تعالى "وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ
”52-53 سورة النحل
الدين : الطاعة و الانقياد
واصبا : دائما لازما واجبا أو خالصا
من معاني كلمات القرآن
الإسلام " هو الاستسلام لله تعالى فيما يأمر به
العبادة هي الخضوع و الانقياد
و هي حق لله تعالى على العالمين في كل أفعالهم و شؤونهم لله سواء القدرية أو الكونية أو الشرعية في كل شؤون الحياة و سواء في ظاهر قوانين مادة الحياة الدنيا – القهرية – أو في جانب تنظيم شؤون الحياة البشرية
و العروة الوثقى "لا إله إلا الله "
هي بمثابة عهد بينك و بين الله ألا تخضع و لا تنقاد إلا لله تعالى و لدينه الكامل التام الذي لم يدع شيء قد تستقبله من أمورك البشرية إلا وهداك فيه و بينه لك
و أن تخلص هذا الحق لله و تكفر بكل من يدعي هذا الحق لنفسه ولو في أمر واحد
قال الله تعالى
"وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ
”89 سورة النحل
الشرك : هو أن تجعل بعض الدين لله و بعضه لغير الله
الكفر : هو ترفض الخضوع لله تعالى في أي من أوامره

و الطاغوت : هو من الطغيان
وهو كل من تجاوز حالته كمخلوق مربوب مطيع منقاد خاضع ليس له حق إلا في أن يعبد الله تعالى و يصرف حق الخضوع و الانقياد لله تعالى وحده
و لكن الطاغوت يتجاوز حالته كمخلوق و يدعي حق الرب جل و علا من ادعاء حق الطاعة و الخضوع و الانقياد لنفسه

و الطاغوت الذي يفعل هذا و يدعي هذا الحق لنفسه وجب الكفر به و الكفر به يعني إنكاره و إبطاله و السعي لإزالته و هو بالكفر بالطاغوت له مراتب أعلاها الجهاد بعمل الجوارح ثم بقول اللسان ثم بالقلب وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان
و الإنكار بالقلب أن يكون باعتقاد بطلانه و اجتنابه و الزوال عنه


و الطاغوت يجب اجتنابه في حال ادعاءه هذا الحق و ممارسته و العمل به فمن دخل تحت ولاءه و طاعته و عقدة ولاءه فهو كافر ضال إلا أن يكون مكرها و قلبه مطمئن بالإيمان مستقر فيه البغض للطاغوت و الكفر به و اعتقاد بطلانه و بطلان أمره
أما إذا انتقل الطاغوت إلى حالته البشرية العادية و عاملك معاملة مباحة بشروط
و ليس فيها أعانة مباشرة على كفر أو ظلم أو فسق و هي معاملة الند بالند لا معاملة الطاغوت لأهل ولاءه
فهنا تختلف الحالة
و الأصل بين المسلم و الكافر الهجرة و المفاصلة حتى لا يتراءى لهم ناران
و الذمي في بلاد المسلمين يعامل وفق شروط الذلة و الصغار
و هذه مسألة طويلة و هي قضية معاملة الكفار
أما في حالة طاغوتيتهم فكل من دخل تحت هذا العمل و تحت عقدة ولائهم فهو مثلهم كافر إلا من كان مكرها
و الحمد لله فإن المسألة واضحة و ضوح الشمس لمن يسر الله له و فتح الله عليه لا لبس فيها و لا إشكال
فالحق شمس و العيون نواظرٌ **لكنها تخفى على العميان




و أصل هذا الضلال في فهم معنى العبادة هو ما اقتصر في ذهن بعض الناس عن الكتب التي يقرأونها و يحتكمون لها و يظنون أنها حوت لهم معنى العبادة ككتب الدعوة النجدية

و أيضا من الشبه قولهم إن كانت طاعة الطاغوت عبادة له
فيكون كل طاعة للشيطان عبادة له و هو أكبر الطواغيت
فلو كان هذا المعنى للعبادة صحيح فأنتم تكفرون بالمعصية


نقول أن هذا قياس مع الفارق
فإن من يدخل في طاعة الطواغيت إنما هم لا يقبلون ذلك إلا لمن هو مظهر التعظيم لهم و الانقياد لهم
و الإلهة هي الانقياد مع التعظيم و الإله هو الأمر الناهي المعظم

و من الفوارق بين طاعة الطواغيت و طاعة الشيطان
أن من يعصي لو وافق الشيطان في شيء مما يأمر به
فهو كاره للمعصية محتقر لها محقر لشأن الشيطان بل يكفره و يزريه و يعلم نجاسته و خباثته و محب لما أنزل الله و لكن تغلبه نفسه و لكن قد يقع فيها مقر أنما وقع في ذلك لضعفه و جهله و سوء عمله لا لاعتباره أن ما يفعله مباحا أو يدخل فيه ممجدا معظما للشيطان مقرا له بحق الطاعة
بينما الطاعة للطاغوت تكون مع التعظيم و مع الدخول في ولاءه
و هذه ذات معنى العبادة
و في العموم فإن الإصرار على المعصية و هو نية عدم التوبة و محاددة الله تعالى فيما يأمر كفر
قال الله تعالى " و من يعص الله و رسوله و يتعدى حدوده فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا "
و وصف الفعل بنحو قول الله تعالى " و من يعص الله و رسوله " و هو صيغة المضارعة و ليس كقول الله تعالى " و عصى آدم ربه فغوى "
فإنه بصيغة الماضي المنقطع
و هذا فارق هام ينبغي التنبه له
فإن الشيطان عموما يقبل منك أن توافق أمره مع كونك تلعنه و تبطن و تظهر تكفيره و الكفر منه أما الطاغوت فإنك إن فعلت ذلك لحاربك
و أنت تدخل تحت طاعة الطاغوت مظهرا لتعظيمه و الإذعان له و إنما تأخذ مصالحك العاجلة عنده بناء على دخولك تحت عقدة الولاء له
فاقتران الخضوع و الانقياد مع التعظيم علة غير موجودة في طاعة الشيطان
و عموما فإن طاعة الشيطان سميت عبادة و إن كان أكثر الناس يستقبحونه و يذمونه لكن سميت عبادة لمجرد أنهم صدقوه و أصروا على طاعته و لم يصدقوا أمر الله و وعيده جل و علا فما بالك بمن يطيع وهو مظهر الانقياد و التعظيم مبيح للطاعة

قال الله تعالى " ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين و أن أعبدوني هذا صراط مستقيم "
و لا ريب أن العبادة هنا هي الطاعة
و لذلك قال إبراهيم عليه السلام " يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا"

و يعود القصور في فهم العبادة لسبب آخر خطير
و هو رد فهم كلام الله تعالى ليس لظاهره و لكن تقيده بما يسمى بفهم السلف

فهموا أن العبادة التي هي لله إنما هي في أفراد و أنواع معينة مثل بعض أمور الشعائر التعبدية كالصلاة و الدعاء
و بعضهم أضاف إليها بالوصف الاصطلاحي بعض الجوانب القضائية كالخمس حدود الشرعية المعروفة

و هذا قصور شديد
و ليعلم من يريد أن يعرف معنى العبادة و الإلهة و الدين أن يرجع للمعنى اللغوي الصحيح الشامل المقصود
فإن هذا القرآن نزل ليخاطب العربي الفصيح البليغ الأمي العادي
الذي يفهم كلام الله على شموله و عمومه و حقيقته بلا إلحاد و لا تفلسف و لا تعقيد
لقد فهم و ترسخ لدى البعض التعاريف التي نقولها مثلا عن كتب الدعوة النجدية
التي تبين أن معنى ألا تعبد إلا الله و ألا تشرك بالله شيء في عبادة يعني لا تدعوا إلا الله و لا تسجد إلا لله و لا تتوكل إلا على الله و نحو ذلك
كما يقولون
و لا شك أن التعاريف التي قالوها إنما قصدوا بها إظهار إبطال نوع الشرك في عصرهم وهو شرك الوساطة في الدعاء و التوكل و نحو ذلك من أعمال الشعائر
و لم يكن في علمهم أن هناك كفرا جحوديا فرعونية سينقض أصل معنى الدين مثل اليوم
و هم لا يقصدون أن هذا وحده هو الكفر أو ذلك وحده هو معنى العبادة و لكن أرداوا أن يبرزوا أن ذلك داخل فيه
و لكن من جاء بعدهم انحصر مفهومهم عند هذا
مع أن الطاعة و الخضوع و الانقياد هي أصل معنى العبادة و أسها بلا ريب
و من جعل أصل الدين هو بعض ظاهر أحكام الشعائر سيقع في تناقضات عجيبة
فالسجود هو أعلى أعمال الشعائر خضوعا و عبودية لله تعالى
حتى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد "
و قد كان في الأمم قبلنا يباح السجود تعظيما في مواضع
قال الله تعالى "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
”100 سورة يوسف

و لكن لو جاء اليوم أو قبل اليوم أحد الناس و رأيناه ساجدا للشمس
فكفرناه ثم سألناه لما تسجد لها قال أنا لا أسجد لها لأني أعتقد أنها خلقت الكون أو أنها رب الكون و لكن اعترافا بفضلها العظيم علينا التي جعله الله لها
أيضا لكان كافرا بذلك بل ذلك كان كفر في شرائع من قبلنا أيضا
لأنه علم بالاضطرار أن ذلك مخالف لدين الله تعالى
حتى قال الهدهد
قال الله تعالى "إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
”3-26 سورة النمل
و قد كانوا كفار حتى قبل أن تبلغهم دعوة سليمان
لما يثبت من دعوة الرسل العامة الناهية و لأدلة الفطرة و العقل و الكون القاضية ببطلان الشرك

و تنبه لكونهم يسجدون لها من دون الله

بينما في الملأ الأعلى أمر الله إبليس أن يسجد لآدم نعم ليس تعظيما لذاته و لكن تفضيلا من الله تعالى لآدم عليه و تعظيما لأمر الله تعالى في ذلك

إن رفض إبليس أن يسجد لآدم حين أمر الله كان كفرا
يعني رفض مخلوق أن يسجد لمخلوق لما أمر الله تعالى بذلك صارت كفرا منه
بينما في شريعتنا فقد صار معلوم في الدين بالاضطرار حرمة أن يسجد مخلوق لمخلوق
و من فعل مخالفة لأمر الله الذي علمه يكفر و إن زعم ما زعم
و بهذا يتبين أن قصر مفهوم العبادة على بعض مظاهر الشعائر أو جعله أصل الدين خلط عظيم
فلو كان ذلك أصل الدين لما جاز أن يكون هناك أي تبرك بأجساد الأنبياء أو بالمصاحف أو سجود مخلوق لمخلوق
أو تبرك بني إسرائيل بتابوت التوراة
و للعلم فإن التبرك من الإلهة و العبادة
و الدليل أن الصحابة لما طلبوا في مرة التبرك بجماد لا علاقة له بصلة و أمر السماء كان كفرا
و عموما فإن الذي يفهم من معنى العبادة و هو معناها الحق هو الخضوع و الانقياد عموما
حتى قال الله تعالى
"قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ

فالأصل أن معنى العبادة هو الخضوع و الانقياد لله تعالى في كل ما يأمر به


و المسلم من استسلم لله في كل من أمر به و من أسلم وجهه لله ، يعني لا يتوجه بالفعل أبدا مستسلما لغيره
و حق الحكم في كل شيء هو الذي ينبني عليه العبادة
قال الله تعالى " إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إيه ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون "

و الإلحاد و أصل الإلحاد هو قصر معنى العبادة و بناءه على ألفاظ المتأخرين و إلحاد الملحدين و تأويل المبطلين عن المعني اللغوي الصحيح الحق الذي أراده الله تعالى و قاله بلسان عربي مبين

و إن تلقي معنى العبادة من هذا الفهم عن المتأخرين و الغرق في تقاسيمهم و التحاكم إليها هو مما أوقعنا في هذا الخلط العجيب و التنازع الكبير و الضلال البعيد عن فهم أصل الدين و تكفيرنا لبعضنا البعض
و لو رددنا ما إختلفنا فيه لحكم الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم بلا تأويل و لا تعطيل و لا تحريف و إنما نمرر بالمعني اللغوي الحقيقي الذي أراده الله تعالى لسلمنا و لهدينا و لما اختلفنا

و لا أعرف لماذا يقصر البعض قاعدة نفي الإلحاد و التأويل و التعطيل و يؤصل قبول ظاهر معنى اللغة في مسائل ربوبية الله و إثبات صفاته
و لا يعمل بهذه القاعدة في مسألة معنى أولهيته و حق عبادته و معنى الدين و العبادة و الإسلام و الإيمان
فإن المتكلمين دائما يعملون على تأويل و تحريف و الإلحاد في هذه المعاني و ردها لمفهوم المتأخرين و تنطع الملحدين و لغو اللاغين
و يعتبرون أن من فهما على مقتضى اللغة العربية الصحيحة ضال خارجي لا يفهم أصول الفلسفة و الكلام
و أنا أشهدك أني أؤمن بكل ما قاله الله تعالى في باب الإيمان على سبيل الإثبات بظاهر المعنى اللغوى الصحيح بلا تأويل و لا تحريف و لا تعطيل
فكل ما قال عنه الله تعالى أو النبي صلى الله عليه و سلم أن من فعله من معاصي و مات مصرا حرمت عليه الجنة أو خلد في النار أو كفر بالله فهو عندي على حقيقته
و كل من نفي عنه الإيمان لترك عمل أو وصف بالكفر لأعراض عن أي أمر من أوامر الله فهو عندي على حقيقته و لا أعمل أعمال الجهمية فيه
و معنى العبادة و الدين و الإسلام و الطاغوت و اجتناب الطاغوت و كل هذه الألفاظ أومن بها على ظاهر معناها اللغوي المطلق التام بلا تأويل و لا تعطيل و لا ألحاد
أشهد الله أن كلامه هدى و ليس ضلال و أنه حق و ليس باطل و أن الهدى فيه و ليس في غيره
شهادة تقتضي تعظيم كلامه و الخضوع لألوهيته وحده لا شريك له و إخلاص العبودية له لا شريك
و الحمد لله رب العالمين
و من هذه الشبهات قياسهم الأوراق الثبوتية على النقود الورقية
و بينهما فروق كثيرة
فالأوراق الثبوتية هي لك أنت تدل على دخولك تحت نظامه كواحد من رعاياه تحت عقدة الولاء له يفرض عليك حقوقه و يحدد واجباتك و وفق شروطه و رسومه و ما يحدده لك
و كيف لورقة مكتوب عليها اسمك يعلي عليها شعار دولته الوثنية التي دخلت أنت بمحض إرادتك مقرب بإباحة ذلك وفق شروطه و إجراءاته لتستخرجها ليقرك في الدخول تحت عقدة ولاءه
ولو أظهرت دينك المبني على الكفر به لمنعك
أما الورقة النقدية فإن من يصدرها يقبلها من عدوه قبل صديقه و هذا شرط عام في إخراجها لأن النقود لا علاقة لها بصفة من يحملها

و الورقة النقدية التي بين يديك لا تعبر عن حقيقة القيمة إنما هي ورقة لا قيمة لها
إنما معناها تعهد صاحبها أن من يحملها فهو يحمل كذا و كذا
و فمثلا أن يكتب
أنا فلان بن فلان بن عبد العزى بن عبد مناف بن عبد المطلب
أقر أن حامل هذه الورقة له مقدار عشرة مثاقيل من الفضة في خزانتي أضمنها له
أنا وزير كذا في الدولة الفلانية أو المملكة الفلانية و في صكوك و أختام و تصاوير تعبر عن هذه الدولة

و لو كان مجرد ذكر ذلك و حمله كفر لما حمل النبي صلى الله عليه و سلم اسمه و لم يقل أنا بن عبد المطلب

فهو مجرد ذكر لهذا أما دخولك تحت الولاء لهذه الدولة و حكمها و الإقرار بحق طاغوتها في الحكم عليه أو طاعته في شؤون أمور الناس إلخ
فهي مسألة أخرى جملة و تفصيلا
و هناك فارق آخر

و أما مسألة التصاوير على النقود
فإن صور هذه النقود ممتهنة عموما فإن هذه الأوراق يضعها الناس في جيوبهم و يخرجون بها و يدخلون بها أماكن القذر و تجد ما تحمله هذه النقود من أوساخ الناس أكثر من غيرها من الأثواب
و عموما فإن النبي صلى الله عليه و سلم استثنى من التصاوير ما كان رقما في ثوب
يعني قد يدخل هذا في باب العفو عند عدم استطاعة تغيره
و عموما فإن الأوراق النقدية ممتهنة فهي ليس كالبطاقات و الأوراق الثبوتية و ما عليها من تصاوير يعظمها الناس حتى يقول الناس أنا مستقبلي في هذه البطاقة أو في هذه الأوراق
و يعتقد فعلا أن مستقبله فيها و يعظمونها جدا
و النقدين عموما أيضا يمتهنون شرعا و عادة ففي الشرع قال النبي صلى الله عليه و سلم تبا للذهب و الفضة
و في العادة كما ذكرنا ، ثم هما مجرد ذكر و حكاية لمن يفعل الكفر و ليس دخولا في طاعته لا تصريحا و لا تلميحا
كقول فلان أنا ابن عبد المطلب أو ابن عبد العزى
و هذا مما لا يكلف الإنسان بتغيره أصلا إلا في حالات معينة حتى لا يكون تنطعا
و كل واحد محاسب عن فعله قال الله تعالى " و لا تزر و ازرة وزر أخرى "
و لم يؤمر الصحابة بتغير أسماء أبائهم و لم يغيروا ما على النقود من باطل و إن كان ذلك مقيد أيضا في النقد بالاستطاعة
و لكن عموما هذه عدة فروق هامة بين ما في النقد من حكاية الكفر
و مافي الأوراق الثبوتية من إقرار و دخول تحت طاعة الطاغوت الفعلية
و من كون الأولى ممتهنة عادة و الثانية معظمة
و هناك فروق أخرى بينهما و هذه الفروق تظهر لك أن هذا قياس مع الفارق و هو قياس فاسد و لا شك

و نحن لا نعيش و نتنطع في الأحكام و مراد من يقول بهذا الكلام من التنطع ليس إنكار استعمال النقود الورقية
و لكن لإقرار باطل آخر في مسألة الأوراق الثبوتية و ليس لتقرير الحق في المسألتين إنما هو للتشبيه
و كثيرا ما يعمد من يؤصل الكفر إلى عدة شبهات كما ذكرنا

أهمها " صلح الحديبية " ، " وزارة يوسف عليه السلام "
و رباط القول في وزارة يوسف أنه كان يحكم بما أنزل الله مظهر لدينه و هذا ما لن يتسنى أبدا لمن يدخل في دين الطاغوت و طاعته و عبادته و ولائه و إعانته و التحاكم له و الحكم بأنظمته الإدارية و الدخول تحت مؤسساته و هيئاته حتى أعلى الدرجات لا يقبل منها أدنى مخالفة لتعليماته بل يأمره بالقسم على احترام الدستور (الوثن)
فكيف يقبل بمخالفتها و إظهار الكفر به لمن هو أدنى من ذلك بكثير و ما هو إلا جندى من جنود فرعون أو هامان
فذ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kkkk424.forumegypt.net
 
بيان الكفر فى حمل الأوراق الرسمية ( الجزء الثانى)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بيان الكفر فى حمل الأوراق الرسمية ( الجزء الأول )
» سنن الترمذى ( الجزء الثانى )
» حكم مجهول الحال فى دار الكفر
» السنن الكبرى للنسائى ( الجزء الثانى )
» صفة الكفر بالطاغوت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحق المبين :: العقيدة-
انتقل الى: