الحق المبين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الحق المبين

دينى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الدرس الأول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 22/02/2014

الدرس الأول Empty
مُساهمةموضوع: الدرس الأول   الدرس الأول Emptyالخميس فبراير 27, 2014 2:12 pm

[b]الدرس الأول بِِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ الحَمْدُ للهِ المُتَّصِفِ بِكُلِّ كَمَالٍ ، المُنَزَّهِ عَنْ كُلِّ نُقْصَانٍ ، يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ، وَإِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ والعمل الصالح يرفعه ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ البَصِيْرُ . الحَمْدُ للهِ وَلا يَسْتَحِقُّ الحَمْدَ وَلا الثَّنَاءَ وَلا الرَّجَاءَ إلا اللهُ . الحَمْدُ للهِ وَلا يَسْتَحِقُّ السُّؤالَ وَلا الدُّعَاءَ وَلا التَّذَلُّلَ وَلا الخُضُوْعَ وَلا التَّضَرُّعَ إِلا الله . الحَمْدُ للهِ وَلا خَافِضَ وَلا رَافِعَ وَلا مُعِزَّ وَلا مُذِلَّ وَلا مُعْطِيَ وَلا مَانِعَ إِلا الله . اللهُمَّ لا تَوَكُّلَ وَلا اعتِمَادَ إِلا عَلَيْكَ ، وَلا فِرَارَ وَلا لجُوْءَ إِلا إِلَيْك . وَبَعْدُ : فالعربية من شعائر الدين , ومن يتحدث بالعربية فإنه يتحدث بلسان الدين ,لهذا حتى نستطيع أن نفهم القرآن والسنة والكتبَ الإسلاميةَ التي ألفت بهذا اللسان يجب أن نعرف هذه اللغة بقواعدها . تَعَلُّم ما يلزم من اللغة العربية ليس صعباً ، نعم اللغة العربية كثيرة التفاصيل كثيرة الذيول ولكن المسلم ليس صعباً عليه إذا أخلص لله النية أن يتعلم ما يهمه ويعينه على فهم كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم ، ويعينه أيضاً على إقامة لسانه وقلمه . وأحسن كتب النحو للمبتدئين متن الآجرومية ، وهي كافية لمن اقتصر عليها . ونحن بعون الله سوف نشرح في هذه الدروس متن الآجرومية في علم النحو للإمام أبي عبد الله محمد بن آجروم . والشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي المشهور بابن آجروم , هو أحد علماء النحو المتأخرين وهو عالم اشتهر بهذه المقدمة , هذا المتن , ولم يشتهر بغيرها، ولد الشيخ ابن آجروم عام سبعمائة واثنين وستين وتوفي عام سبعمائة وثلاثة وعشرين هجرية, وهو صنهاجي من فاس مغربي . وكلمة آجروم : في لغة البربر معناها الفقير الصوفي . ويمتاز هذا المتن , متن الآجرومية ، بسهولة العبارة وشدة الاختصار . وهو متن موجه إلى المبتدئين . وهو أنسب المتون للمبتدئين لأنه سهل العبارة وسهل الحفظ ويصل مباشرة إلى أهم الأبواب النحوية ، لذلك عني بشرحه كثير من العلماء . ولقد وصل عدد شروحه إلى أكثر من مئة شرحاً . الأجورومية كما قلنا ايها الأخوة متن مختصر في علوم النحو ، وكلمة النحو تطلق في اللغة العربية على عدَّة معان : منها الْجِهَةُ ، تقول : ذَهَبْتُ نَحْوَ فلاَنٍ ، أي :جِهَتَهُ . ومنها الشِّبْهُ والمِثْلُ ، تقول :مُحَمَّدٌ نَحْوُ عَلِيّ ، أي شِبْهُهُ وَمِثْلُهُ . وتطلق كلمة " نحو " في اصطلاح علماء النحو على " العلم بالقواعد التي يُعْرَف بها أحكامُ أوَاخِرِ الكلمات العربية في حال تركيبها : من الإعراب ، والبناء وما يتبع ذلك " . وهو موضوع دروسنا . أيها الأخوة موضوعُ علمِ النحوِ الذي سندرسه هو : الكلمات العربيةُ ، من جهة البحث عن أحوالها المذكورة . أما الهدف من هذا العلم فهو صِيَانَةُ اللسان عن الخطأ في الكلام العَرَبِّي ، وَفَهْمُ القرّآنِ الكريم و الحديثِ النبويّ الشريف اللذَيْنِ هما أَصْلُ الشَّريعَةِ الإسلامية ، وعليهما مَدَارُها ،. وأول من وضع علمَ النحو هو أبو الأسْوَدِ الدُّؤلِىُّ ، بأمر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه . أما عن حكمِ تعلُمِ هذا العلم فهو فرض كفاية ، وربما تَعَيَّنَ تعَلُّمُهُ على واحد فَصَار فَرْضَ عَيْنِ عليه . والآن أيها الأخوة سنبدأ بعون الله في شرح هذا المتن : قال المصَنِّف رحمه الله : الكَلاَمُ هُوَ اللَّفْظُ الْمُرَكَّبُ الْمُفِيدُ بِالْوَضْعِ . - وقصده بالكلام هنا الكلام في علم النحو : لأن لِلَفْظِ " الكلام " معنيَان : أحدهما لغوي ، والثاني نحويّ . أما الكلام الغوي فهو عبارة عَمَّا تَحْصُلُ بسببه فَائِدَةٌ ، سواءٌ أَكان لفظاً ، أم لم يكن كالخط والكتابة والإشارة . وأما الكلامُ النحويُّ ، فلا بُدَّ من أن يجتمع فيه أربعة أمور كما بينها المصنف هنا : الأول أن يكون لفظاً ، والثاني أن يكون مركَّباً ، والثالث أن يكون مفيداً ، والرابع أن يكون موضوعاً بالوضع العربي . فقد قال المصنف رحمه الله : الكَلاَمُ هُوَ اللَّفْظُ الْمُرَكَّبُ الْمُفِيدُ بِالْوَضْعِ . يعني حتى يكون الكلام كلاماً عند النحويين لا بد أن تتوفر فيه أربعة شروط : وهي 1- أن يكون لفظاً 2- أن يكون مركباً 3- أن يكون مفيداً 4- أن يكون بالوضع العربي . ومعني كونه لفظاً : أن يكون صَوْتاً مشتملاً على بعض الحروف الهجائية التي تبتدئ بالألف وتنتهي بالياء مثل " أحمد" و " يكتب " و " سعيد " فهذه الكلمات تتكون من أحرف هجائية يتلفظ بها . وهذا يعني: أنه لابد للكلام عند النحويين أن يكون شيئاً مسموعاً ، فلا تسمى عند النحويين الإشارة كلاماً ولا تسمى الكتابة كلاماً .لعدم كونها صوتاً مشتملاً على بعض الحروف ، وإن كانت تسمى عند اللغويين كلاماً ؛ لحصول الفائدة بها . فمثلا ً: إذا قال لك قائل " هل أحضرت لي الكتاب الذي طلبته منك ؟ " فأشرت إليه برأسك من فوق إلى أسفل ، فهو يفهم أنك تقول له : " نعم " إذا فهذه الإشارة مفهومة ، ولكنها ليست كلاماً عند النحويين لكونها غير ملفوظة ولا مسموعة . أما الشرط الثاني حتى يكون الكلام كلاماً عند النحويين أن يكون "مركباً " : يعني أن يكون مؤلفاً من كلمتين أو أكْثَرَ ، مثل : " سعيدٌ مُسَافِرٌ " و " أكل علي طعام الغداء" فكل عبارة من هذه العبارات تسمى كلاماً ، وكل عبارة منها مؤلفةٌ من كلمتين أو أكْثَرَ ، فالكلمة الواحدة لا تسمَّى كلاماً عند النحاة إلا إذا انْضَمَّ إليها غيرها : سواءٌ أَكان انضمام غيرها إليها حقيقةً كالأمثلة السابقة ، أم تقديراً ، كما إذا قال لك قائل : مَنْ أَخُوكَ ؟ فتقول : سعيدٌ ، فهذه الكلمة تُعتَبَرُ كلاماً ، لأن التَّقدِير : سعيدٌ أَخِي : فهي في التقدير عبارة مؤلَّفة من كلمتين . وأما الشرط الثالث حتى يكون الكلام كلاماً عند النحويين أن يكون " مفيداً " : يعني أن يَحْسُنَ سكوتُ المتَكلم عليه ، بحيث لا يبقى السَّامِعُ منتظراً لشيءٍ آخر ، فلو قلت " إِذَا حَضَرَ الطبيبُ " لا يسمى ذلك كلاماً عند النحويين ، مع أَنَّه لفظ مركب من ثلاث كلمات ؛ لأن المخاطب لم يفهم ما تريد قوله ، لهذا فهو ينتظر ما ستقوله بعد هذا مِمَّا يَتَرَتَّبُ على حضور الطبيب . فإذا قلت : " إذَا حَضَرَ الطبيبُ فسيعالج المريض "صار كلاماً ، لحصول الفائدة . وأما الشرط الرابع حتى يكون الكلام كلاماً عند النحويين كونه موضوعاً بالوضع العربيِّ : يعني أن تكون الألفاظ المستعملة في الكلام من الألفاظ التي وَضَعَتْهَا العربُ للدَّلالة على معنى من المعاني : مثلاً " حَضَرَ " كلمة وضعها العربُ لمعنى ، وهو حصول الحضور في الزمان الماضي ، وكلمة " سعيد " قد وضعها العربُ لمعنى ، وهو ذات الشخص المسمى بهذا الاسم ، فإذا قُلْتَ " حَضَرَ سعيدٌ " تكونُ قد استعملت كلمتين كُل منهما مما وَضعه العرب ، بخلافِ ما إذا تكلمْتَ بكلام مما وضعه العَجَمُ : كالفرس ، والترك ، والبربر ، والفرنج ، فإنه لا يسمى في عُرف علماءِ العربية كلاماً ، وإن سمَّاهُ أهل اللغة الأخرى كلاماً . وسأضرب بعض الأمثلة المستوفية للشروط الأربعة للكلام عند النحويين . الْجَوُّ صَحْوٌ . الْبُسْتَانُ مُثْمِرٌ . الْهِلاَلُ سَاطِعٌ . السَّمَاءُ صَافِيَةٌ . يُضِيءُ الْقَمَرُ لَيْلاً . يَنْجَحُ المُجْتَهِدُ . لاَ يُفْلِحُ الكَسُولُ . لاَ إِلهَ إلاَّ الله . مُحَمَّدُ صَفْوَةُ الْمُرْسَلِينَ . الله رَبُّنَا . محمد نَبِيُّنَا . هذه أمثلة لكلامٍ مركبٍ مفيدٍ موضوعٍ بالوضع العربيِّ أما عن الكلامِ المركبِ غير المفيد مثل :
مدينة الأسكندرية . عَبْدُ الله . حَضْرَمَوْتُ . لو أَ نْصَفَ الناس . إذا جاءَ الشتاءُ . مَهْمَا أَخْفَى المُرَائِي . إن طَلَعَتِ الشَّمسُ .
فهذا كلام مركبٌ بالوضعِ العربي ولكنه غير مفيد لهذا لا يسمى عند النحويين كلاماً .

والآن نكمل ما قاله المصنف :
قال المصنف رحمه الله : وأَقْسَامُهُ ثَلاَثَةٌ : اسْمٌ ، وَفِعْلٌ ، وَحَرْفٌ جَاءَ لِمَعْنًى .
أيها الأخوة : نتيجة لاستقراء ألفاظ اللغة العربية وجد أنها تتكون من اسم أو فعل أو حرف ، ولا تخلو كلمة من هذه الأوصاف .
أما الاسمُ في اللغة فهو : ما دلَّ على مُسَمَّى ، ولكن في اصطلاح النحويين : الاسم : كلمةٌ دَلَّتْ عَلَى معنًى في نفسها ، ولم تقترن بزمان ، مثل : محمد ، عليّ ، ورَجُل ، وَجَمل ، و نَهْر ، و تُفَّاحَة ، ولَيْمُونَةٌ ، وَعَصًا ،
فكل واحد من هذه الألفاظ يدل على معنى ، وليس الزمان داخلاً في معناه ، فيكون اسماً .
وأما ، الفعل ، فهو في اللغة : الْحَدَثُ ، وفي اصطلاح النحويين : كلمة دلَّتْ على معنى في نفسها ، واقترنت بأحد الأزمنة الثلاثة ـ التي هي الماضي ، والحال ، والمستقبل ـ مثل " كَتَبَ " فإنها كلمةٌ دالةٌ على معنى وهو الكتابة ، وهذا المعنى مقترن بالزمان الماضي ، و مثل " يَكْتُبُ " فإنه دال على معنى ـ وهو الكتابة ـ وهذا المعنى مقترن بالزمان الحاضر ، ومثل " اكْتُبْ " فإنه كلمة دالة على معنى ـ وهو الكتابة ـ وهذا المعنى مقترن بالزمان المستقبل الذي بعد زمان التكلم .
ومثل هذه الألفاظ : نَصَرَ وَ يَنْصُرُ وَانْصُرْ ،وَ فَهِمَ وَيَفْهَمُ وَ افْهَمْ ، وَعَلِمَ وَيَعْلَمُ وَاعْلَمْ ،وَ جَلَسَ وَ َيْجِلسُ وَاجْلِسْ ،وَ ضَرَبَ وََيَضِْربُ وَاضْرِبْ .
والفعل أيها الأخوة على ثلاثة أنواع : ماضٍ و مُضَارِع وأَمْر :
فالماضي ما دَلّ على حَدَثٍ وَقَعَ في الزَّمَانِ الذي قبل زمان التكلُّم .
مثل : كَتَبَ ، فَهِمَ ، خَرَجَ ، سَمِعَ ، أَبْصَرَ ، تَكَلَّمَ ، اسْتَغْفَرَ ، اشْتَرَكَ .
ويعرف الفعل الماضي بتاء التأنيث الساكنة ، مثل : قامت وقعدت .
ولا بد من التنبيهِ على أمر وهو : أن الفعلَ الماضي: قد يؤتى به للمستقبل إذا دلت على ذلك القرائن , لكن هذا خلاف الأصل ، فإن دلت القرينة على أنه مستقبلي كان مستقبلاً مثل: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ ﴾ [الزمر : 68] الصور لم ينفخ فيه بعد ولم تقم الساعة ولكنه عبر بفعل الماضي لعلة بلاغية , فإذن هناك قرينة وهي أنه لم تقم قرينة الحال أن الأمر لم يقع بعد ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْ﴾[الزمر: 73]، لكن معرفتنا أن الأمر لم يحصل دليل على أنه مستقبلي فما دامت قرينة الحال وحال السامع يتبين منها أن الأمر لا يزال مستقبلياً دليل على أنه مستقبل ، وهذا لا يخرج دلالة الفعل الماضي عند إطلاقه أو في أصله عن المضي .
والمضارع : مَا دَلَّ عَلَى حدثٍ يقع في زمان التكلُّم أو بعده .
مثل : يَكْتُبُ ، يَفْهَمُ ، يَخْرُجُ ، يَسْمَعُ ، يَنْصُرُ ، يَتَكلمُ ، يَسٍتَغْفِرُ ، يَشْتَرِكُ .
فالمضارع دلالته في الأصل على الحاضر أو المستقبل ، لكنه قد يتمحض ويَخلُص لأحدهما بدليل ، فأنت مثلاً إذا قلت: أنا أكتب في أثناء كتابتك. فقد تمحض للحال ، وإذا قلتَ: سأكتب ، جئت بحرف يدل على المستقبل وهو السين أو سوف فإنك قد جعلته متمحضاً للاستقبال , فهو يتمحض لأحدهما ، أعني : الحاضر أو الاستقبال إذا وجد دليل ، فإن لم يوجد الدليل فهو يقبلهما معاً.
ويُعرف المضارع بدخول لم عليه نحو لم يقمْن ، ولابد في أوله من إحدى الزوائد الأربع وهي : الهمزة والنون والياء والتاء ، يجمعها قولك :نأيت ؛ ويُضم أولُه إذا كان ماضيه على أربعة أحرف .
مثل : دحرج يُدحرج ، أكرم يُكرم وفرّح ُيفرِّح ، وقاتل يُقاتل .
ويفتح في ما سوى ذلك ، مثل : نصر يَنصر ، وانطلق ينطلق ، واستخرج يستخرج .
ولا بد من التنبيه على أمر وهو أن الفعل المضارع : الأصل فيه أن يكون دالاً على الحاضر أو على المستقبل وإذا جاء مجرداً فهو يقبل واحداً منهما الحاضر أو المستقبل ، ويتمحض- كما قلت- إلى أحدهما بدليل , لكنه إذا وجدت قرينة تصرفه عن الحاضر والمستقبل دل على الماضي ، عندما تدخل «لم» فإن «لم» هذه تقلب زمن المضارع إلى الماضي . مثل : لم يأكل الطفل . فهنا معناه في الماضي .
وأما فعل الأمر : فهو ما دَلَّ على حَدَثٍ يُطْلَبُ حُصوله بعد زمان التكلُّم .
مثل : اكْتُبْ ، افْهَمْ ، اخْرُجْ ، اسْمَعْ ، انْصُرْ ، تَكَلَّمْ ، اسْتَغْفِرْ ، اشْتَرِكْ .
ويعرف فعل الأمر بدلالته على الطلب وقبولِه ياء المخاطبة المؤنثة نحو : قومي واضربي .
وأما الحرف : فهو في اللغة الطرَفُ ، وفي اصطلاح النُّحَاة : كلمة دَلَّتْ على مَعْنًى في غيرها ، نحو " مِنْ " ، فإنَّ هذا اللفظ كلمة دلَّتْ على معنى ـ وهو الابتداءُ ـ وهذا المعنى لا يتمُّ حتَّى تَضمَّ إلى هذه الكلمة غيرَهَا ، فتقول : " ذَهَبْتُ مِنَ الْبَيْت " مثلا ً.
أما معنى قوله (حرف جاء لمعنى) ، المصنف هنا ينبه إلى مسألة : المعروف عند الناس أن الحروف هي الحروف الهجائية ألف، باء، تاء.. إلى آخره, الثمانية والعشرون المعروفة وليست هذه هي الحروف المقصودة في اصطلاح النحويين هنا ، وإنما مقصدهم بالحروف ، حروف جاءت لمعاني كحروف الجر وحروف الاستفهام والحروف الناصبة والحروف الجازمة هذه هي المقصودة بالحروف عند النحويين ، وهي قد تُكَوَّن من حرف واحد أو من حرفين أو ثلاثة أحرف أو أكثر وليس المقصود بها هذا الحرف المفرد من الحروف الهجائية وهذا هو معنى احتراز المصنف بقوله: (حرف جاء لمعنى) حتى لا تفهم أن الكلمة هي ألف باء تاء ثاء .

علامات الاسم
قال المصنف رحمه الله : فالاسم يُعْرَفُ : بالْخَفْض ، وَالتَّنْوِينِ ، وَدخولِ الألِفِ وَالَّلامِ ، وَحُرُوف الْخَفْضِ ، وَهيَ : مِنْ ، وَإلى ، وَعَنْ ، وَعَلَى ، وَفي ، وَرُبَّ ، والْبَاءُ ، والْكافُ ، وَالَّلامُ ، وحُرُوفُ القَسَمِ ، وهِيَ : الْوَاوُ ، والْبَاءُ ، والتَّاءُ .
للاسم علامات يتميَّز بها عن الفِعْلِ والْحَرْفِ بوجود واحدةٍ منها أو قَبُولِها ، وقد ذكر المصنف رحمه الله ! ـ من هذه العلامات أرْبَعَ علاماتٍ ، وهي الْخَفْضُ ، والتَّنْوِينُ ودخولُ الأَّلف والَّلام ، ودُخول حرفٍ من حروف الخفض .
الخفض فهو في اللغة : ضد الارتفاع ، وفي اصطلاح النحاة عبارة عن الكسرة التي يُحْدِثُهَا الْعامل أوْ ما ناب عنها .
مثل كسرة الراءِ من " بكرٍ " في نحو قولك : " مَرَرْتُ بِبَكْرٍ " فبكْرٍ اسم لوجود الكسرة في آخره .
وأما التنوين ، فهو في اللغة التَّصْويت ، تقول " نَوَّنَ الطَّائِرُ " أي : صَوَّتَ ، وفي اصطلاح النُّحَاة هو : نُونٌ ساكنةٌ تّتْبَعُ آخِرَ الاسم لفظاً وتفارقهُ خَطاً للاستغناء عنها بتكرار الشَّكلة عند الضبْطِ بالقلم ، نحو : محمدٍ ، وكتابٍ ، وصَهٍ ، ومُسْلِمَاتٍ ، وفَاطِمَاتٍ ،و حِينَئِذٍ ، وَسَاعَتَئِذٍ ، فهذه الكلمات كلها أسماء ٌ، بدليل وجود التنوين في آخرِ كلِّ كلمة منها .
العلامة الثالثة من علامات الاسم : دخول " أَلْ " في أول الكلمة ، نحو " الرجل ، والغلام ، والفرس ،و الكتاب ، والبيت ، والمدرسة " فهذه الكلمات ، كلها أسماء لدخول الألف واللام في أوَّلها .
العلامة الرابعة للأسماء : دخول حرفٍ من حروف الخفض ، مثل " ذهبتُ من البيت إلى المدرسَةِ " فكل من " البيت " و " المدرسة " اسم ، لدخول حرف الخفض عليهما ، ولوجود " أَلْ " في أَوَّلهما .
وحروف الخفض هي : "من " ولها معانٍ : منها الابتداءُ ، نحو" سَافْرتُ مِنَ الْقَاهِرَةِ " و "إلى " من معانيها الانتهاء ، نحو " سَافَرْتُ إلى الإِسْكَنْدَرِيَّةِ " و " عَنْ " ومن معانيها المجاوزةُ ، نحو " رَمَيْتُ السَّهْمَ عَنِ الْقَوْسِ" و" على"و من معانيها الاستعلاءُ ، نحو " صَعِدْتُ عَلَى الْجَبَلْ " و " فِي " ومن معانيها الظرفية نحو " الْمَاءُ في الْكُوز " و " رُب َّ" ومن معانيها التقليل ، ونحْو " رُبَّ رَجُلٍ كرِيمٍ قَابَلَنِي " و الْبَاءُ ومن معانيها التعدية ، ونحو " مَرَرْتُ بالْوَادِي " و " الكافُ " و من معانيها التشبيه ، نحو " لَيْلي كالْبَدْرِ" و " اللام " ومن معانيها الْمُلْكِ نحْو" المالُ لمحمد " ، والاختصاصُ ، نحو " البابُ للدَّار ، والْحَصيرُ لِلْمَسْجِدِ " والاستحقاقُ نحو " الْحَمْدُ لله "
ولا بد لتذكير هنا من قول : ضابط لام الملك : أن تقع بين ذاتين و تدخل على من يتصور منه الملك ، وضابط لام الاختصاص : أن تقع بين ذاتين و تدخل على مالا يتصور منه الملك كالمسجد والدار ، ولام الاستحقاق : هي التي تقع بين اسم ذات كلفظ الجلالة و اسم معنى مثل : الحمد .
ومن حروف الخفض : حُرُوف الْقَسَمِ ، وهي ثلاثة أحرف .
الأول : الواو ، وهي لا تَدْخُلُ إلا عَلَى الاسم الظاهِرِ ، ونحو " والله " ونحو < وَالْطُّورِ وَكتابٍ مَسْطُور> ونحو < وَالتِّينِ وَالزيْتُونِ وَطُورِ سِينين >
والثاني : الباءُ ، ولا تختص بلفظ دون لفظ ، بل تدخل على الاسم الظاهر وغيره ، نحو " بالله لأَجْتَهِدَنَّ " فهنا دخلت على الاسم الظاهر ، وتدخل أيضاً على الضمير ، نحو " بكَ لأضْرِبَنَّ الكَسُولَ" .
وحرف القسم الثالث : التاء ُ، ولا تدخل إلا على لفظ الجلالة نحو <و تالله لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ >
يعني أن الاسم يتميز أيضًا [ عن الفعل والحرف ] بدخول حروف القسم عليه نحو : والله وبالله وتالله
ويعرب هكذا :
(( والله )) : الواو حرف قسم وجر والاسم الكريم مقسم به مجرور ، وعلامة جره كسر الهاء تأدبًا .
(( وبالله )) : الواو عاطفة ، بالله جار ومجرور الباء حرف قسم وجر ، والاسم الكريم مقسم به مجرور ، وعلامة جره كسر الهاء تأدبًا .
(( وتالله )) : الواو عاطفة ، تالله جار ومجرور ، [و] التاء حرف قسم وجر والاسم الكريم مقسم به مجرور ، وعلامة جره كسر الهاء تأدبًا .

والآن لننتقل لعلامات الفعل :
قال المصنف رحمه الله : والفِعْل يُعْرَفُ بِقَدْ ، وَالسينِ و" سَوْفَ " وَتَاءِ التأْنيثِ السَّاكِنة .
- يَتَميز الفعْلُ عن الاسمِ وَالْحرفِ بأَرْبعِ علاماتٍ ، متى وَجَدْت فيه واحدةً منها ، أو رأيتَ أنه يقبلها عَرَفْتَ أَنَّه فعلٌ :
الأولى : قد والثانية " السين " والثالثة : " سوف " والرابعة تاءُ التأْنيث الساكنة .
أما " قد " : فتدخل على نوعين من الفعل ، وهما : الماضي ، والمضارع .
فإذا دخلت على الفعل الماضي دلَّتْ على أحدِ مَعْنَيَيْن ـ وهما التحقيق والتقريب ـ فمثالُ دلالتها على التحقيق قولُه تعالي: < قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ > وقولُه جل شأْنه: < لَقَدٍ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ > وقولنا : " قَدْ حَضََر مُحَمَّدٌ " وقولنا : " قد سافَرَ خَالِدٌ " هنا معناها محقق أن المؤمنين سوف يفلحوا ، ومحقق أن محمد قد حضر ، هذا معنى التحقيق .
ومثالُ دلالتها على التقريب قولُ مُقيم الصلاة : " قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ " يعني قد قرب وقت إقامة الصلاة .
و قولك : " قَدْ غَرَبَت الشَّمْسِ". إذا كنت قد قلت ذلك قبل الغروب فمعناه التقريب يعني : قد قرب وقت غروب الشمس ، أما إذا قلت ذلك بعد دخول الليل فهو من النوع السابق الذي تدل على التحقيق .
وكذلك إذا دخلتْ قد على الفعل المضارع دلَّتْ على أحدِ مَعْنَيَيْن أيضاً ـ وهما التقليل ، والتكثير ـ فأما دلالتها على التقليل ، مثل : " قَدْ يَصْدُقُ الكَذُوبُ " و قولك : " قَدْ يَجُودُ الْبَخِيلُ " و قولك : " قَدْ يَنْجَحُ الْبَلِيدُ . وأما دلالتها على التكثير ؛ فنحو قولك : " قَدْ يَنَالُ الْمُجْتَهِدُ بُغْيَتَه " وقولك : " قَدْ يَفْعَلُ التَّقِىُّ الْخيْرَ "
وأما السين وسوف : فيدخلان على الفعل المضارع وَحْدَهُ ، وهما يدلان على التنفيس ، ومعناه الاستقبال ، إلاّ أنّ " السين " أقَلُّ استقبالاً من " سوف" . فأما السين مثل قوله تعالى : < سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النِّاسِ > ، < سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ > وأما " سوف " فنحو قوله تعالى : < وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَي > ، < سَوْفَ نُصْلِيهمْ نارًا > ، < سَوْفَ يَؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ >.
وأما تاءُ التأْنيث الساكنة : فتدخل على الفعل الماضي دون غيره ؛ والغرض منها الدلالة على أنَّ الاسْمَ الذي أُسند هذا الفعلُ إليه مؤنَّثٌّ ؛ سواءٌ أَكان فاعلاً ، نحو " قَالَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤمِنِينَ " أم كان نائبَ فاعل ، نحو " فُرِشَتْ دَارْنَا بِالْبُسُطِ " .
والمراد أنها ساكنة يعني في أصل وَضْعها ؛ فلا يضر تحريكها لعارض التخلص من التقاء الساكنين في نحو قوله تعالي : < وقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ > ،< إذْ قَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ > ، < قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ > .
ومما تقدم يتبين لك أن علامات الفعل التي ذكرها المؤلف على ثلاثة أقسام : قسم يختص بالدخول على الماضي ، وهو تاءُ التأنيث الساكنة ، و قسم يختص بالدخول على المضارع ، وهو السين وسوف ، وقسم يشترك بينهما، وهو قَدْ .
وقد تركَ علامة الفعل الأمر ، وهي دلالته على الطلبِ مع قبول ياءَ المخاطبة أو نون التوكيد ، نحو " قُمْ " و "اقْعُدْ" و " اكْتُبْ " و " انْظُرْ" فإن هذه الكلمات الأرْبَعَ دَالةٌ على طلب حصول القيام والقعود والكتابة والنظر ، مع قبولها ياء المخاطبة في نحو : " قُومِي ، واقْعُدِي " أو مع قبولها نون التوكيد في نحو " اكُتُبَنَّ ، وانْظُرَنَّ إلى مَا يَنْفَعُكَ "

نكمل قول المصنف :
قال المصنف رحمه الله : و الْحَرْفُ مَالاَ يَِِصْلُحُ مَعَهُ دَلِيلُ الاِسْمِ وَلاَ دَلِيلُ الْفِعْل .
- يتميّز الحرف عن الاسمِ والفعل بأنه لا يصح دخول علامة من علامات الأسماءِ المتقدمة ولا غيرها عليه ، كما لا يصح دخولُ علامة من علامات الأفعال التي سبق بيانُها ولا غيرها عليه ، و مثلُه " مِنْ " و " هَلْ" و" لمْ " هذه الكلمات الثلاثة حروفٌ ، لأنها لا تقبل "أَلْ" و لا التنوين ، ولا يجوز دخول حروف الخفض عليها ، فلا يصح أن تقول : المِنْ ، ولا أن تقول : منٌ ، ولا أن تقول : إلى مِنْ ، وكذلك بقية الحروف ، وأيضاً لا يصح أن تدخل عليها السينُ ، ولا " سوف " ولا تاءُ التأْنيثِ الساكِنةُ ، ولا "قَدْ" ولا غيرها مما هو علاماتٌ على أن الكلمة فِعلٌ .[/24
]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kkkk424.forumegypt.net
 
الدرس الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس الأول
» الدرس الأول
» سنن الدارمى ( المجلد الأول )
» سنن الترمذى ( الجزء الأول )
» سنن ابو داود ( المجلد الأول )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحق المبين :: علوم اللغة العربية-
انتقل الى: