[b]قال البيهقي في المعرفة :
( وروينا عن معاذ بن موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق أن النبي حين ركب من بني عمرو بن عوف في هجرته إلى المدينة مر على بني سالم وهي قرية بين قباء والمدينة فأدركته الجمعة فصلى فيهم الجمعة وكانت أول جمعة صلاها رسول الله حين قدم).
وخرج البيهقي من رواية يونس ، عن الزهري ، قال : بلغنا أن أول ما جمعت الجمعة بالمدينة قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجمع بالمسلمين مصعب بن عميرٍ .
وقال الحافظ ابن رجب :
(إن النبي أمر بإقامة الجمعة بالمدينة ، ولم يقمها بمكة ، وهذا يدل على أنه كان قد فرضت عليه الجمعة بمكة .
وممن قال : إن الجمعة فرضت بمكة قبل الهجرة : أبو حامد الاسفراييني من الشافعية ، والقاضي أبو يعلى في خلافه الكبير من أصحابنا ، وابن عقيل في
عمد الادلة ، وكذلك ذكره طائفة من المالكية ، منهم : السهيلي وغيره ).
فتح الباري ـ لابن رجب - (5 / 331)
س2 :
و لماذا لم يصل النبي صلي الله عليه و سلم في مكة صلاة الجمعة و صلي في مدينة ما السبب ؟
ج2 :
أجاب عن ذالك ابن رجب فقال :
(وأما كونه لم يفعله بمكة ، فيحتمل أنه إنما أمر بها أن يقيمها في دار الهجرة ، لا في دار الحرب ، وكانت مكة إذ ذاك دار حربٍ ، ولم يكن المسلمون
يتمكنون فيها من إظهار دينهم ، وكانوا خائفين على أنفسهم ، ولذلك هاجروا منها إلى المدينة ، والجمعة تسقط بأعذارٍ كثيرةٍ منها الخوف على النفس والمال ).
فتح الباري ـ لابن رجب - (5 / 331)
وقال في عون المعبود :
(الجمعة فرضت على النبي وهو بمكة قبل الهجرة كما أخرجه الطبراني عن بن عباس فلم يتمكن من إقامتها هنالك من أجل الكفار).
وقد مال ابن رجب إلى تقوية قول الجمهور فقال في الفتح :
(وقد أشار بعض المتأخرين من الشافعية إلى معنى آخر في الامتناع من إقامتها بمكة ، وهو : أن الجمعة إنما يقصد بإقامتها اظهار شعار الإسلام ، وهذا إنما يتمكن منه في دار الإسلام .
ولهذا لا تقام الجمعة في السجن ، وإن كان فيه أربعون ، ولا يعلم في ذلك خلافٌ بين العلماء ، وممن قاله : الحسن ، وابن سيرين ، والنخعي ، والثوري ، ومالك ، وأحمد ، وإسحاق وغيرهم) .
ولا خلاف أنه في حالة العجز عن أداء الجمعة لخوف على النفس فإنها تصبح ساقطة كسائر التكاليف التي لا تجب إلا مع القدرة ويتحول الوجوب إلى الظهر.[/24
]