[b]الدرس الرابع عشر ( الآجورومية )
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
نكمل بعون الله ما بدأنا به من دروس الآجورومية في النحو
قال المصنف رحمه الله : بَابُ مَنْصُوبَاتِ اَلْأَسْمَاءِ
اَلْمَنْصُوبَاتُ خَمْسَةَ عَشَرَ: وَهِيَ: اَلْمَفْعُولُ بِهِ، وَالْمَصْدَرُ، وَظَرْفُ اَلزَّمَانِ، وَظَرْفُ اَلْمَكَانِ، وَالْحَالُ، وَالتَّمْيِيزُ، وَالْمُسْتَثْنَى، وَاسْمُ لَا، وَالْمُنَادَى، وَالْمَفْعُولُ مِنْ أَجْلِهِ، وَالْمَفْعُولُ مَعَهُ، وَخَبَرُ كَانَ وَأَخَوَاتِهَا، وَاسْمُ إِنَّ وَأَخَوَاتِهَا، وَالتَّابِعُ لِلْمَنْصُوبِ، وَهُوَ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءٍ: النَّعْتُ وَالْعَطْفُ وَالتَّوْكِيدُ وَالْبَدَلُ.
قوله : بَابُ مَنْصُوبَاتِ اَلْأَسْمَاءِ
بعد أن أنهى المصنف رحمه الله المرفوعات من الأسماء انتقل إلى المنصوبات من الأسماء فقال رحمه الله : اَلْمَنْصُوبَاتُ خَمْسَةَ عَشَرَ
عَدّ المصنف رحمه الله المنصوبات من الأسماء بخمسة عشر وذلك استنادا إلى الاستقراء التام .
قوله : وَهِيَ: اَلْمَفْعُولُ بِهِ، وَالْمَصْدَرُ، وَظَرْفُ اَلزَّمَانِ، وَظَرْفُ اَلْمَكَانِ، وَالْحَالُ، وَالتَّمْيِيزُ، وَالْمُسْتَثْنَى، وَاسْمُ لَا، وَالْمُنَادَى، وَالْمَفْعُولُ مِنْ أَجْلِهِ، وَالْمَفْعُولُ مَعَهُ، وَخَبَرُ كَانَ وَأَخَوَاتِهَا، وَاسْمُ إِنَّ وَأَخَوَاتِهَا، وَالتَّابِعُ لِلْمَنْصُوبِ، وَهُوَ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءٍ: النَّعْتُ وَالْعَطْفُ وَالتَّوْكِيدُ وَالْبَدَلُ.)
المنصوبات من الأسماء ترجع إلى خمسة أجناس :
الأول : المفعولات : وهي :
اَلْمَفْعُولُ بِهِ.
والمفعول المطلق ، الْمُسَمَّى بالمصدر - .
والمفعول فيه - المشتمل على ظرف الزمان والمكان - .
والمفعول له - الْمُسَمَّى المفعول من أجله - .
والمفعول معه .
الجنس الثاني : النواسخ :
وتشمل : "كان مع أخواتها " و" إن مع أخواتها" ويضاف إليهما " ظننت وأخواتها".
الجنس الثالث : التوابع :
وهي : النعت ، والعطف ، والتوكيد ، والبدل .
الجنس الرابع : ما عمل النصْب في بعض حالاته وبشروط :
وهو المستثنى ، والمنادى .
الجنس الخامس : ما عمل النصْب في جميع حالاته :
وهو بقية النواصب من الحال ، والتمييز ، واسم (لا) .
قال المصنف رحمه الله : بَابُ اَلْمَفْعُولِ بِهِ
وَهُوَ اَلِاسْمُ اَلْمَنْصُوبُ، اَلَّذِي يَقَعُ بِهِ اَلْفِعْلُ، نَحْوَ ضَرَبْتُ زَيْدًا، وَرَكِبْتُ اَلْفَرَسَ
وَهُوَ قِسْمَانِ ظَاهِرٌ، وَمُضْمَرٌ
فَالظَّاهِرُ: مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ.
وَالْمُضْمَرُ: قِسْمَانِ مُتَّصِلٌ، وَمُنْفَصِلٌ.
فَالْمُتَّصِلُ: اِثْنَا عَشَرَ، وَهِيَ ضَرَبَنِي، وَضَرَبَنَا، وَضَرَبَكَ، وَضَرَبَكِ، وَضَرَبَكُمَا، وَضَرَبَكُمْ، وَضَرَبَكُنَّ، وَضَرَبَهُ، وَضَرَبَهَا، وَضَرَبَهُمَا، وَضَرَبَهُمْ، وَضَرَبَهُنَّ
وَالْمُنْفَصِلُ: اِثْنَا عَشَرَ، وَهِيَ إِيَّايَ، وَإِيَّانَا، وَإِيَّاكَ، وَإِيَّاكِ، وَإِيَّاكُمَا، وَإِيَّاكُمْ، وَإِيَّاكُنَّ، وَإِيَّاهُ، وَإِيَّاهَا، وَإِيَّاهُمَا، وَإِيَّاهُمْ، وَإِيَّاهُنَّ.
قوله : بَابُ اَلْمَفْعُولِ بِهِ . وَهُوَ اَلِاسْمُ اَلْمَنْصُوبُ، اَلَّذِي يَقَعُ بِهِ اَلْفِعْلُ، نَحْوَ ضَرَبْتُ زَيْدًا، وَرَكِبْتُ اَلْفَرَسَ
المفعول به في اللُّغَة : ما وقع عليه فعل الفاعل .
أما في الاصطلاح فهو كما قاله الْمُصَنِّف : اَلِاسْمُ اَلْمَنْصُوبُ، اَلَّذِي يَقَعُ بِهِ اَلْفِعْلُ .
قوله (الاسم) ليخرج : الفعل والحرف .
قوله (المنصوب) ليخرج : المرفوع والمخفوض .
واستُشْكِل قول الْمُصَنِّف (اَلَّذِي يَقَعُ بِهِ اَلْفِعْلُ) .
وأحسن الأجوبة في ذلك ما ذكره الرَّمْلي في [شرحه] عن بعضهم : أنه وقع في بعض نُسخ الآجروميّة (الاسم المنصوب الذي يقع عليه الفعل) بدلاً عن (به) . وبهذا يَزيلُ الإشكال وتَسْلَم العبارة .
قوله : (نَحْوَ ضَرَبْتُ زَيْدًا، وَرَكِبْتُ اَلْفَرَسَ)
مثل هنا بمثالين على المفعول به :
ضَرَبْتُ زَيْداً
ضربت : فعل وفاعل .
زيداً : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره .
رَكِبْتُ اَلْفَرَسَ
ركبت : فعل وفاعل .
الفرسَ : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره .
نرى في كلا المثالين أن كلمة (زيداً) و(الفرس) اسمٌ منصوبٌ
وقد وقع على (زَيْدٍ) فعل الضرب ، ووقع على (الفرس) فعل الركوب .وبهذا تحققت شروط المفعول به في تعريف المصنف .
قوله : (وَهُوَ قِسْمَانِ ظَاهِرٌ، وَمُضْمَرٌ )
المفعول به ينقسم إلى ظاهر ومضمر وقد مر معنى ما معنى ظاهر ومضمر .
قوله : (فَالظَّاهِرُ: مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ )
يعني : ما تقدم ذكره من المثالين السابقين (ضربت زيداً ، وركبت الفرس) إذ كلمة (زيداً والفرس) دَلَّتا على مُسَمَّاهما دون قَيْد (تكَلُّم) أو (خطاب) أو (غيبة) - وهذا هو الاسم الظاهر كما سبق -.
قوله : (وَالْمُضْمَرُ: قِسْمَانِ مُتَّصِلٌ، وَمُنْفَصِلٌ. )
والمضمر أي الضمائر تنقسم لضمائر متصلة وضمائر منفصلة وسبق التفريق بينها حَيْثُ إِنَّ الضمير المتصل هو : ما لا يصح البدء به ، ولا يأتي بعد (إلاّ) خلافاً للمنفصل فيصح البدء به ويصح مجيئه بعد (إلاّ) .
قوله : (فَالْمُتَّصِلُ: اِثْنَا عَشَرَ، وَهِيَ ضَرَبَنِي، وَضَرَبَنَا، وَضَرَبَكَ، وَضَرَبَكِ، وَضَرَبَكُمَا، وَضَرَبَكُمْ، وَضَرَبَكُنَّ، وَضَرَبَهُ، وَضَرَبَهَا، وَضَرَبَهُمَا، وَضَرَبَهُمْ، وَضَرَبَهُنَّ )
الضمائر المتصلة إثنا عشر ضميرا :
أولها: ياء الْمُتَكَلِّم . ومثالها : (ضَرَبَنِي) والنون السابقة لها هنا تُسَمَّى بـ(نون الوقاية) لأنها تصل بين الفعل وبين ضمير الْمُتَكَلِّم ، وتقي الفعل أن ينكسر ، وتجعله متصلاً بالضمير فسُمِّيَت (نون الوقاية) .
وثانيها : ضمير (نا) للْمُتَكَلِّمين أو الْمُتَكَلِّم الْمُعَظِّم نفسه .ومثالها : ضَرَبَنَا
وثالثها : كاف الخطاب للمفرد . ومثالها : (ضَرَبَكَ) ، وهي مبنية على الفتح .
ورابعها : كاف المخاطبة المفردة ، وهي مبنية على الكسر .مثالها : ضَرَبَكِ
وخامسها : كاف الخطاب للمثنى ، وهي مبنية على الضم . ومثالها : (ضربكما) .
وسادسها : كاف الخطاب للْمُتَكَلِّمين ، وهي مبنية على الضم . ومثالها : (ضربكم) .
وسابعها : كاف الخطاب للْمُتَكَلِّمات من النساء ، وهي مبنية على الضم . ومثالها : ضَرَبَكُنَّ
وثامنها : هاء الغيبة للمفرد ، وهي مبنية على الضم . ومثالها : ضَرَبَهُ .
وتاسعها : ضمير الغيبة للمفردة وهي مبنية على الفتح . ومثالها : ضَرَبَها .
وعاشرها : ضمير الغيبة للمثنى ، وهي مبنية على الضم . ومثالها : ضَرَبَهُمَا .
الحادي عشر : هاء الغيبة للجمع الذكور ، وهي مبنية على الضم . ومثاله : ضَرَبَهُمْ.
الثاني عشر : هاء الغيبة للإناث ، وهي مبنية على الضم . ومثالها : ضَرَبَهُنَّ.
الضمائر المتصلة يُقَال فيها : هي مبنية على كذا في مَحَلّ نَصْب مفعول به .
مثلا : ضربكما مُحَمَّدٌ .
(ضرب) : فعل ماضٍ مبني على الفتح ، و(الكاف) ضمير خطاب متصل مبني على الضم في مَحَلّ نَصْب مفعول به ، و(ما) للدلالة على التثنية .
و(مُحَمَّدٌ) : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .
قوله : (وَالْمُنْفَصِلُ: اِثْنَا عَشَرَ، وَهِيَ إِيَّايَ، وَإِيَّانَا، وَإِيَّاكَ، وَإِيَّاكِ، وَإِيَّاكُمَا، وَإِيَّاكُمْ، وَإِيَّاكُنَّ، وَإِيَّاهُ، وَإِيَّاهَا، وَإِيَّاهُمَا، وَإِيَّاهُمْ، وَإِيَّاهُنَّ.)
الضمائر المفصلة التي تقع مفعول به إثنا عشر ضميرا وهي :
إِيَّايَ، وَإِيَّانَا، وَإِيَّاكَ، وَإِيَّاكِ، وَإِيَّاكُمَا، وَإِيَّاكُمْ، وَإِيَّاكُنَّ، وَإِيَّاهُ، وَإِيَّاهَا، وَإِيَّاهُمَا، وَإِيَّاهُمْ، وَإِيَّاهُنَّ.)
الضمائر التي تقع مفعولا به هي ضمائر النصب ولا تقع ضمائر الرفع مفعولا به
أيها الأخوة : أكتفي بهذا القدر في هذا الدرس .
وفي نهاية هذا الدرس أسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلا ، أن يجعلني وإياكم ممن يعمل لله، ويطلب العلم لله جل جلاله . وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين .[/24
]