[b]الدرس الثامن عشر ( الآجورومية )
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
نكمل بعون الله ما بدأنا به من دروس الآجورومية في النحو
قال المصنف رحمه الله : بَابُ اَلْمُنَادَى
اَلْمُنَادَى خَمْسَةُ أَنْوَاعٍ: المفرد اَلْعَلَمُ، وَالنَّكِرَةُ اَلْمَقْصُودَةُ، وَالنَّكِرَةُ غَيْرُ اَلْمَقْصُودَةِ، وَالْمُضَافُ، وَالشَّبِيهُ بِالْمُضَافِ
فَأَمَّا اَلْمُفْرَدُ اَلْعَلَمُ وَالنَّكِرَةُ اَلْمَقْصُودَةُ: فَيُبْنَيَانِ عَلَى اَلضَّمِّ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ، نَحْوَ "يَا زَيْدُ" وَ"يَا رَجُلُ"
وَالثَّلَاثَةُ اَلْبَاقِيَةُ مَنْصُوبَةٌ لَا غَيْرُ.
قوله : (بَابُ اَلْمُنَادَى)
المنادى لغة ؛ من النداء وهو الطلب . تقول : ناديتُ زيداً إذا طلبته .
المعنى الاصطلاحي للمنادى هو : كل اسم وقع عليه الطلب بحرف (يا) أو أحد حروف النداء
مثاله : يا زَيْدُ قم .
فكلمة (زَيْد) : منادى لأن الطلب وقع عليه ، وكان بحرف نداء وهو (يا) .
قوله : (اَلْمُنَادَى خَمْسَةُ أَنْوَاعٍ: المفرد اَلْعَلَمُ، وَالنَّكِرَةُ اَلْمَقْصُودَةُ، وَالنَّكِرَةُ غَيْرُ اَلْمَقْصُودَةِ، وَالْمُضَافُ، وَالشَّبِيهُ بِالْمُضَافِ )
حَصْر المصنف رحمه المنادى في أنواع خمسة ، وعلى هذا جمهور النحاة ، ودليله الاستقراء .
النوع الأول للمنادى : المفرد اَلْعَلَمُ
والعَلَم : وهو كل اسم دَلَّ على مُعَيَّنٍ . والمفرد ضده الجملة وشبه الجملة .
مثال المنادى المفرد العلم : قولك : (يا زيدان يا زيدون يا مسلمون أفيقوا) .
النوع الثاني للمنادى : النَّكِرَةُ اَلْمَقْصُودَةُ
سبق بيان معنى النكرة ، أما كلمة (المقصودة) أي ما قصدت من قبل المنادِي - بكسر الدال المهملة - .
مثاله : يا رجلُ . فكلمة (رجل) : نكرة ، ولكنها قصدت في الخطاب السابق .
ومعرفة كونها مقصودة بمقتضى القرائن اللفظية أو الحالية .
النوع الثالث للمنادى : النَّكِرَةُ غَيْرُ اَلْمَقْصُودَةِ
النكرة غير المقصودة هي عكس ما سبق .
ومثالها : يا رجلاً في الدار .
النوع الرابع للمنادى : الْمُضَافُ
المضاف : سبق معناه .
ومثاله : يا عبدَ الله . (عبد) : مضاف ، وعليه وقع النداء .
النوع الخامس للمنادى : الشَّبِيهُ بِالْمُضَافِ
المشبه بالمضاف ، أي ما كانت صورته صورة مضاف ولَيْسَ مضافاً حقيقة .
مثاله : يا حسناً خلقه . فكلمة (حسناً) كأنها تفتقر إلى ما بعدها . افتقار عبدَ إلى ما بعدها في قولك : يا عبدَ الله .
قوله : (فَأَمَّا اَلْمُفْرَدُ اَلْعَلَمُ وَالنَّكِرَةُ اَلْمَقْصُودَةُ: فَيُبْنَيَانِ عَلَى اَلضَّمِّ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ، نَحْوَ "يَا زَيْدُ" وَ"يَا رَجُلُ" وَالثَّلَاثَةُ اَلْبَاقِيَةُ مَنْصُوبَةٌ لَا غَيْرُ. )
ذكر هنا أحكام المنادى ، وللمنادى حكمان
الحكم الأول : البناء على الضم ، وذلك في حالتين :
الأولى : اَلْمُفْرَدُ اَلْعَلَمُ.
مثاله : يا إبراهيمُ أقبل .
إعرابه :
يا : حرف نداء مبني على الفتح أو السكون .
إبراهيمُ : منادى مبني على الضم .
أقبل : فعل أمر مبني على السكون . والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
الحالة الثانية : النَّكِرَةُ اَلْمَقْصُودَةُ.
كقولك لشخص تقصده تنظر إليه وتشير إليه تقول : يا رجلُ أقبل .
الحكم الثاني : النصْب . وذلك في أحوال ثلاثة :
الحالة الأولى : مع المضاف .
مثاله : يا عبدَ الله أقبل .
يا : حرف نداء مبني على الفتح أو السكون .
عبدَ : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه
أقبل : فعل أمر مبني على السكون . فاعله مستتر تقديره أنت .
الحالة الثانية : الشَّبِيهُ بِالْمُضَافِ.
ومثاله : يا حسناً وجهه .
إعرابه :
يا : حرف نداء مبني على الفتح أو السكون .
حسناً : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره .
وجهه : مضاف ومضاف إليه في مَحَلّ رَفْع خبر أو مبتدأ .
الحالة الثالثة : النَّكِرَةُ غَيْرُ اَلْمَقْصُودَةِ.
ومثاله : يا رجلاً في الدار .
إعرابه :
يا : حرف نداء مبني على الفتح أو السكون .
رجلاً : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره .
في الدار : جار ومجرور .
هنا يجب أن انبه إلى أمر وهو أن المصنف رحمه الله قال : فَيُبْنَيَانِ عَلَى اَلضَّمِّ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ
قوله : مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ . لا داعي له لأن البناء لا يدخله التنوين .
قال المصنف رحمه الله : بَابُ اَلْمَفْعُولِ لِأَجْلِهِ
وَهُوَ اَلِاسْمُ اَلْمَنْصُوبُ، اَلَّذِي يُذْكَرُ بَيَانًا لِسَبَبِ وُقُوعِ اَلْفِعْلِ، نَحْوَ قَوْلِكَ "قَامَ زَيْدٌ إِجْلَالًا لِعَمْرٍو" وَ"قَصَدْتُكَ اِبْتِغَاءَ مَعْرُوفِكَ".
قوله : (بَابُ اَلْمَفْعُولِ لِأَجْلِهِ)
المفعول لأجله هو المفعول من أجله والمفعول له .
قوله : وَهُوَ اَلِاسْمُ اَلْمَنْصُوبُ، اَلَّذِي يُذْكَرُ بَيَانًا لِسَبَبِ وُقُوعِ اَلْفِعْلِ
عرف المصنف رحمه الله هنا المفعول لأجله .
قوله : (الاسم) ليخرج : الفعل والحرف .
قوله : (المنصوب) ليخرج : المرفوع والمخفوض .
قوله : (اَلَّذِي يُذْكَرُ بَيَانًا لِسَبَبِ وُقُوعِ اَلْفِعْلِ) ليخرج : ما لم يكن كذلك من المفعولات وغيرها .
مثاله : قام زَيْدٌ إجلالاً لعَمْرٍو . كلمة (إجلالاً) مفعولٌ لأجله .
إعرابه :
قام زيد : فعل وفاعل
إجلالاً : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره .
لعَمْرٍو : جار ومجرور .
مثال آخر : قصدتك ابتغاءَ معروفك . كلمة (ابتغاء) مفعول لأجله .
إعرابه :
قصد : فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في مَحَلّ رَفْع فاعل ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في مَحَلّ نَصْب مفعول به .
ابتغاء : مفعول لأجله أو مفعول له أو مفعول من أجله منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف .
ومعروف : مضاف والضمير المتصل في مَحَلّ خفض مضاف إليه .
المفعول لأجله لا يكون إلا قلبياً يعني من أفعال القلوب وعِلَل القلوب .
أيها الأخوة : أكتفي بهذا القدر في هذا الدرس .
وفي نهاية هذا الدرس أسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلا ، أن يجعلني وإياكم ممن يعمل لله، ويطلب العلم لله جل جلاله . وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين .[/24
]