الحق المبين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الحق المبين

دينى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الدرس التاسع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 22/02/2014

الدرس التاسع Empty
مُساهمةموضوع: الدرس التاسع   الدرس التاسع Emptyالخميس فبراير 27, 2014 10:47 am

[b]الدرس التاسع ( الآجرومية )
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
نكمل بعون الله ما بدأنا به من دروس الآجورومية في النحو

قال المصنف رحمه الله : بَابُ اَلْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ
باب المبتدأ والخبر من الأبواب الطويلة. التي فيها تفصيلات كثيرة ، لكن المؤلف رحمه الله اكتفى هنا بالأمور البارزة ، وصرف النظر عن التفصيلات : مثل تقديم المبتدأ وجوبا ، وتقديم الخبر وجوبا، وحذف المبتدأ، وحذف الخبر ، ومسألة الابتداء بالنكرة، ومسألة خبر ظرف الزمان وما إلى ذلك.
هنا في هذا المختصر اكتفى رحمه الله بالأمور البارزة في المبتدأ والخبر.
قال المصنف رحمه الله : اَلْمُبْتَدأ : هو اَلِاسْمُ اَلْمَرْفُوعُ اَلْعَارِي عَنْ اَلْعَوَامِلِ اَللَّفْظِيَّةِ.
عرف المصنف رحمه الله المبتدأ هنا بأنه اَلِاسْمُ اَلْمَرْفُوعُ اَلْعَارِي عَنْ اَلْعَوَامِلِ اَللَّفْظِيَّةِ.
هذا التعريف للمبتدأ ليس التعريف الوحيد طبعاً ، وإنما هناك تعريفات أخرى كثيرة للمبتدأ، ولكن هذا التعريف الذي عرف المصنف به المبتدأ تعريف يؤدي للمطلوب .
قوله : " هو الاسم " ليميزه عن الفعل والحرف ؛ لأن المبتدأ من خصائصه أن يكون اسمًا.
وكلمة إسم تشمل الإسم الصريح والإسم المؤول . مثال الإسم الصريح : زيد جالس .
زيد ، أسم صريح
ومثال الإسم المؤول : وهو ما دخلت عليه أن أو ما المصدرية ، مثل : قوله تعالى : " وأن تصوموا خير لكم " المبتدأ هنا هو المصدر المؤول من أن وما دخلت عليه (أن تصوموا ) ، وتقديره: صيامكم خيرٌ لكم ، أو الصيام خيرٌ لكم. وخير هنا خبر .
فالمبتدأ إذن قد يكون اسمًا صريحًا، وقد يكون مؤولا بالاسم الصريح.
قوله : المرفوع . ليميزه عن المنصوب والمجرور ، فإن المبتدأ لا بد أن يكون مرفوعًا،
وكلمة مرفوع : يدخل فيها ما كان مرفوعاً في اللفظ وفي التقدير ، وما كان مرفوعا في التقدير فقط. ويدخل فيها أيضا ما كان مرفوعا في المحل وإن كان في اللفظ مجرورًا بحرف جر زائد ، فالمبتدأ قد يُجر لفظًا بالباء الزائدة، لكنه يكون مرفوعًا محلًا ،مثل قوله تعالى : ( بأيِّيكم المفتون ) الباء حرف جر زائد، و أي هنا مبتدأ مجرور لفظًا بالباء ، ومرفوع محلًا ، والمفتون خبر.
وكذلك قوله -تعالى-: ( هل من خالق غيرُ الله يرزقكم ) "خالق" مبتدأ مجرور لفظًا بمن الزائدة ، ومرفوع محلًا على الابتداء. .
قوله رحمه الله : " اَلْعَارِي عَنْ اَلْعَوَامِلِ اَللَّفْظِيَّةِ " لتميزه عما كان مرفوعًا بسبب عامل لفظي . مثلا : جاء محمدٌ . محمدٌ هنا اسم مرفوع ، ولكنه ليس مبتدأ ، لأنه لم يعر عن العوامل اللفظية، وإنما سبقه عامل لفظي عمل فيه، وهو الفعل ، فصيره فاعلا ، وليس مبتدأ.
المبتدأ ينبغي أن يكون مرفوعًا بلا رافع لفظي ؛ فالعامل في المبتدأ عامل معنوي.
العوامل في النحو كلها لفظية إلا عاملان. ففي الفعل المضارع العامل معنوي وهو تجرده من الناصب والجازم ، وعامل الرفع في المبتدأ عامل معنوي أيضًا وهو الابتداء .
الابتداء معناه : اهتمامك بهذا الاسم، وجعلك إياه أولًا لثان .
فإذن المبتدأ هو المرفوع بلا عامل لفظي ، أي العاري عن العوامل اللفظية، فلو كان مسبوقًا بعامل لفظي لم يسم مبتدأ مثل : جاء محمدٌ. محمدٌ اسم مرفوع، ولكنه ليس مبتدأ؛ وإنما هو فاعل لفعل جاء فهو ليس مبتدأ لأنه رفع بعامل لفظي .
ومثل : كان محمدٌ. محمدٌ ليس مبتدأ إنما هو اسم كان ؛ لأنه رفع بعامل لفظي.
إذن المبتدأ لا بد فيه أن يكون إسما ومرفوعا، وأن يكون مجردًا، أو عاريا عن العوامل اللفظية، ويستثنى من ذلك الأشياء الزائدة كحرف الجر فإنه يؤثر في اللفظ فقط ، لكنه لا يؤثر في المحل ، وإنما يبقى على إعرابه مبتدأ.
هذا هو تعريف المبتدأ: الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية
قوله رحمه الله : وَالْخَبَرُ: هُوَ اَلِاسْمُ اَلْمَرْفُوعُ اَلْمُسْنَدُ إِلَيْهِ، نَحْوَ قَوْلِكَ "زَيْدٌ قَائِمٌ" وَ"الزَّيْدَانِ قَائِمَانِ" وَ"الزَّيْدُونَ قَائِمُونَ " .
قوله : الإسم : الخبر عدة أنواع ، وليس نوعاً واحدًا منه ما هو مفرد ، ومنه ما هو جملة ، ومنه ما هو شبة جملة.
لكن المصنف رحمه هنا عرفه بالأشهر وبالأكثر ، وأخذ الأكثر منه، وهو وضعه في حالة الإفراد ، فقال : الإسم المرفوع .
قوله : اَلْمَرْفُوعُ :
أي مرفوعاً وليس منصوبا أو مجرورا ، سواء كان رفعه رفعاً لفظياً ، أو كان مرفوعاً محلاً . يعني : إذا كان مفرداً قابل للرفع ، فإنه يكون مرفوعا لفظاً، وإن كان لا تظهر عليه الحركات، فإنه يكون مرفوعا لكن الضمة مقدرة للتعذر أو الثقل أو نحوه. فإن كان جملة، أو شبه جملة فإنه يكون حينئذ في محل رفع خبر ، وليس مرفوعا رفعاً لفظياً
قوله رحمة الله : اَلْمُسْنَدُ إِلَيْهِ.
أي المسند إلى المبتدأ . مثلا : عليٌ مجتهدٌ ، أسندنا الاجتهاد إلى علي ، فالاجتهاد مسند ، وعليٌ مسند إليه.
فالخبر في الغالب دائماً هو المسند كما أن الفعل دائماً هو المسند، والفاعل أو المبتدأ، هو المسند إليه ، يعني : المحكوم عليه . فهنا ليس المراد بأن الخبر هو المسند إليه، وإنما المراد بأن الخبر مسند إلى شيء آخر. وهو المبتدأ .
فالخبر هو المسند، والمبتدأ هو المسند إليه .
هناك تعريفات أتم وأدق وأشمل للخبر ، وهي : بأن الخبر هو الجزء المتمم للفائدة مع مبتدأ.
إذا قلت بهذا التعريف دخل المفرد ، ودخلت الجملة ، وخرج ما أتم الفائدة مع فاعل ، أو فعل، وخرج أيضا ما أتم الفائدة مع حرف ناسخ، وخرج ما أتم الفائدة مع أي شيء آخر .
لهذا تعريف الخبر : بأنه الجزء المتمم للفائدة مع المبتدأ ، تعريف أتم وأدق وأشمل.
قوله : نَحْوَ قَوْلِكَ "زَيْدٌ قَائِمٌ" وَ"الزَّيْدَانِ قَائِمَانِ" وَ"الزَّيْدُونَ قَائِمُونَ " .
مَثَّل المؤلف رحمه الله بهذه الأمثلة كتمثيله في باب الفاعل ؛ ليرمز إلى شيء معين، فقال: نحو قولك: زيد قائم، والزيدان قائمان، والزيدون قائمون، نَوَّعَ هذه الأمثلة ، ليدل على أمور . منها أن المبتدأ يقع مفردا ، ويقع مثنى وجمعا، وأن الخبر كذلك. وأنه لا بد فيهما من المطابقة.
لا بد فيهما من المطابقة، فلا يصح أن يكون المبتدأ مفردا والخبر مثنى، أو جمعا، ولا يصح العكس، لا بد من المطابقة بين المبتدأ والخبر في الإفراد والتثنية والجمع.
وكذلك من أغراضه من هذا التمثيل أن يبين لك أن المبتدأ : قد يرفع بالحركة والألف والواو
"زَيْدٌ قَائِمٌ" رفع بالحركة الظاهرة ، وَ"الزَّيْدَانِ قَائِمَانِ" رفع بالألف لأنه مثنى وَ"الزَّيْدُونَ قَائِمُونَ " رفع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .
قوله رحمه الله : والمبتدأ قِسْمَانِ ظَاهِرٌ وَمُضْمَرٌ فَالظَّاهِرُ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ
المبتدأ قسمان: ظاهر ومضمر، فالمبتدأ الظاهر هو ما تقدم ذكره ، وهي الأمثلة التي ذكرها رحمه الله : "زَيْدٌ قَائِمٌ" وَ"الزَّيْدَانِ قَائِمَانِ" وَ"الزَّيْدُونَ قَائِمُونَ " زيد ، والزيدان، والزيدون، هذه كلها مبتدآت، وهي أسماء ظاهرة.
قوله رحمه الله : والمضمر اثنا عشر وهي : أنا، ونحن، وأنتَ، وأنتِ، وأنتما، وأنُتم، وأنتن، وهو، وهى، وهما، وهم، وهن. نحو قولك (أنا قائم) و(نحن قائمون) وما أشبه ذلك .
قلنا في درس الفاعل أنه يقع مضمرا في أربع وعشرين حالة أما المبتدأ فلا يقع إلا في اثني عشر حالة فقط ، لأن المبتدأ لا يقع إلا ضميرا منفصلا ، ولا يصح أن يكون الضمير المتصل مبتدأ لأن الضمير المتصل : لا يصح أن يبتدأ به..لهذا لا يصح أن يقع مبتدأ .
إذن الضمائر التي تقع مبتدأ اثنا عشر ضميرًا فقط ، وهي ضمائر الرفع المنفصلة فقط . لأن الضمائر المنفصلة ثلاثة أنواع كالمتصلة : ضمائر رفع ، وضمائر نصب، وضمائر جر.
ولأن المبتدأ من أحكامه أنه مرفوع دائماً ، فلا يدخل معنا إلا ضمائر الرفع المنفصلة وهي اثنا عشر ضميراً.
مثالها : أنا مسلم ، ونحن مسلمون، وأنتَ مجتهد، وأنتِ مخلصة، وأنتما مسافران، وأنتم قائمون، وأنتن جالسات، وهو محسن ، وهي متقية، وهما قائمان، وهم جالسون، وهن في المنزل.
فهذه الضمائر ضمائر الرفع المنفصلة اثنا عشر ضميراً ، وهي التي تقع مبتدأ، ويصح الابتداء بها، كما ترى في الأمثلة .
وهناك مسألة مهمة يجب ذكرها وهي أن من خصائص المبتدأ المهمة أنه يجب أن يكون معرفة ، فلا يصح أن يبتدأ بالنكرة ، إلا إذا أفادت ، وتفيد النكرة في عدة مواضع ، ذكر العلماء منها أكثر من عشرين موضعا ، لا مجال لذكرها هنا . المهم أن النكرة إذا لم تفد لا تصلح أن تكون مبتدأ .
قال المصنف رحمه الله : والخبر قسمان: مفرد، وغير مفرد.
فالمفرد نحو: زيد قائم، وغير المفرد: أربعة أشياء: الجار والمجرور، والظرف، والفعل مع فاعله، والمبتدأ مع خبره، نحو قولك: زيد في الدار، وزيد عندك، وزيد قام أبوه، وزيد جاريته ذاهبة.
قوله رحمه الله : والخبر قسمان: مفرد ، وغير مفرد .
أي يمكن أن يكون الخبر مفرد وغير مفرد ، والمقصود من كونه مفرد أي ليس جملة ولا شبه جملة .
وليس معنى كونه مفرد أي أنه لا يقع مثنى . فالخبر يقع مثنى وجمع ، وليس معنى كونه مفرد أيضا أنه ليس مضافا، فالخبر أيضا قد يقع مضافا، وإنما المراد هنا أن الخبر نوعان : إما مفرد، ويدخل في كلمة مفرد هنا المثنى والجمع والمضاف أيضًا، أو ليس بمفرد ، يعني جملة ، أو شبه الجملة. فالخبر يكون مفردا وجملة وشبه جملة .
قوله رحمه الله : وغير المفرد: أربعة أشياء: الجار والمجرور، والظرف، والفعل مع فاعله، والمبتدأ مع خبره.
أي وغير المفرد أربعة أشياء: الجار والمجرور، والظرف، وهذان يدخلان تحت شبه الجملة. والفعل مع فاعله، والمبتدأ مع خبره، وهذان يدخلان تحت نوع واحد، وهو الجملة .
فالخبر إذن إما مفرد أو شبه جملة أو جملة، المفرد تحته المثنى والجمع والمضاف ، وشبه الجملة تحتها الظرف والجار والمجرور ، والجملة تحتها الجملة الاسمية والجملة الفعلية.
فالمفرد مثل : زيد قائم ، والزيدان قائمان ، و الزيدون قائمون
ومثال الجار والمجرور : محمد في الدار ، محمد في المسجد .
ومثال الظرف : محمد أمام المسجد ، محمد عندك ، الطائر فوق الغصن .
ومثال الجملة الاسمية وهي المكونة من مبتدأ وخبر ، تقول: زيد جاريته ذاهبة . زيد مبتدأ، جاريته مبتدأ آخر وهو مضاف، والهاء مضاف إليه، ذاهبة خبر المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره ، الجملة المتكونة منهما هي خبر المبتدأ الأول الذي هو "زيد".
ومثال الجملة الفعلية : زيد قام أبوه . زيد مبتدأ، وقام فعل ماض، وأبوه فاعل، والضمير مضاف إليه، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ "زيد"

لو نظرتم إلى الجملة التي وقعت خبرا مثل: زيد قام أبوه، وزيد جاريته ذاهبة - وجدتم أنها في هذين المثالين قد اتصلت بضمير يربطها بالمبتدأ ؛ لكي يصح الإخبار بها عنه ، يعني: لا يصح أن تخبر عن المبتدأ بجملة أجنبية عنه نهائياً.
يعني: مثلا : لا يصح أن نقول: محمد سافر علي ، هل جملة "سافر علي" يصح أن تكون خبراً لمحمد ، لا يصح ؛ لأنه انعدمت الفائدة ، ليس هناك رابط يربط بين هذه الجملة والمبتدأ؛ ولذلك اشترطوا في الجملة إذا وقعت خبرا أن تشتمل على رابط يربطها بهذا المبتدأ الذي وقعت خبرا عنه.
والرابط أنواع : لكن أكثرها وأشهرها هو الضمير ، تقول : محمد قام أبوه، أبوه الهاء ترجع إلى محمد ، لكن لا يصح أن تقول : محمد قام أبو علي ؛ لأن هذه شيء ، وهذه شيء ، ولم يحصل فائدة من الإخبار بهذه الجملة ، ولا بد من الضمير حتى وإن طالت الجملة فلا بد أن تشتمل ولو في نهايتها على ضمير يربطها بهذا المبتدأ. فإن عُدم فيها هذا الضمير ، وهذا الرابط صارت أجنبية عن هذا المبتدأ، ولم يصح الإخبار بها عنه ، فمثلا : لو قلت: محمد قام أبو علي ، هذا الكلام غير صحيح . أما لو أضفت إليها رابط لصحت ، فلو قلت: محمد قام أبو علي في داره ، هنا صح الكلام.
طبعا الرابط ليس دائماً هو الضمير ، وإنما الضمير هو الغالب والكثير جدا ، ولكن هناك روابط أخرى تقوم مقام الضمير ، لكن استعمالها قليل ، من ذلك الإشارة إليه ، مثلا ، لو ضُمِّنت الجملة الواقعة خبرا إشارة إلى المبتدأ المتقدم يكفي.
نحن يهمنا أن تربطها بهذا المبتدأ المتقدم بأي شكل ، حتى إشارتك إليه كافية ، كما في قوله تعالى : " ولباس التقوى ذلك خير " .هنا فيه إشارة إلى اللباس؛ في جملة ذلك خير . هذه الجملة المكونة من مبتدأ وخبر في محل رفع خبر المبتدأ لباس ، لأنها تضمنت الإشارة إليه.
ومن الروابط -أيضاً- التي يصح بها أن يخبر بالجملة الاسمية والفعلية عن مبتدأ ، إعادة المبتدأ بلفظه ،يعني: إذا أعدت المبتدأ بلفظه ومعناه، أو بمعناه فقط ، فإن هذه الإعادة بمنزلة الضمير الذي ربط بين الأول والثاني، كما في قوله تعالى : الحاقة ما الحاقة ، القارعة ما القارعة .
"ما" اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ ثان. و"الحاقة" الثانية خبر المبتدأ الثاني الذي هو "ما" والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الأول الذي هو "الحاقة".
الجملة الاسمية ( ما الحاقة ) المكونة من مبتدأ وخبر هنا ليس فيها ضمير يربطها بالمبتدأ الأول، لكنها تضمنت إعادة للمبتدأ الأول بلفظه ، فهي إذن رُبِطَتْ بالمبتدأ الأول بلفظه وبمعناه ، فلا داعي للضمير حينئذ.
إذن الحاصل أن الجملة إذا وقعت خبراً ، سواء كانت جملة اسمية أو فعلية فإنه لا بد فيها من رابط يربطها بالمبتدأ … كذلك بالنسبة للظرف والجار والمجرور . الظرف والجار والمجرور لا بد فيهما من أن يكونا مختصين. أي أنه يتم الكلام بهما دون النظر إلى متعلقيهما ، يعني: الكلام بهما تام لا يحتاج إلى ذكر المتعلق ، مثلا حينما تقول: زيد في الدار ، الكلام كامل الآن.
وإذا جئت تعرب تقول: "زيد" مبتدأ، و"في الدار" جار ومجرور خبر ، هذا إعراب فيه تسامح وتجوز، لكنه صحيح ، التركيب الأصلي أن الجار والمجرور ليس هو الخبر ، وإنما هو متعلق بمحذوف ، هذا المحذوف هو الخبر .
ما معنى قولك: زيد في الدار ؟ معناها: زيد كائن أو مستقر في الدار، أو زيد استقر، أو وجد في الدار، فهو متعلق بمحذوف خبر ، لكن هذا المحذوف الكلام بدونه يتم ، ويتضح المعنى ؛ ولذلك صح الإخبار بالجار والمجرور هنا "في الدار" وبالظرف "عندك" إذا قلت: زيد عندك ، معناها: زيد استقر عندك، أو وجد عندك ، أو كان عندك ، أو نحو ذلك ، فهو متعلق بمحذوف ، هذا المحذوف الكلام بدونه تام دون أن تذكر هذا المتعلق.
فإذا كان الظرف والجار والمجرور يتم الكلام به بدون ذكر متعلقه صح الإخبار به ، يكون حينئذ ظرفا تاما، فإن كان ظرفا ناقصًا يعني : لا يتم الكلام به إلا بذكر متعلقه، كما إذا قلت مثلا: زيد بك، الآن "بك" جار ومجرور، هل يصح ، هل تم الكلام بها كما يتم الكلام بقولك زيد في الدار؟ لم يتم لأن الظرف هنا غير تام ، محتاج إلى متعلقه ؛ لأعرف ماذا ، هل زيد مر بك، أو زيد معجب بك، أو زيد متعلق بك.
يعني: الأمر عندي ليس واضح ، فالجار والمجرور هنا غير تام ؛ لذلك لا يصح الإخبار به .
فمن شرط الإخبار بالجار والمجرور أن يكونا تامين، أي: أن تحصل الفائدة بهما بدون حاجة إلى ذكر متعلقهما، أما الجار والمجرور الذي لا يستغني عن متعلقه؛ ليتضح به المعنى، فإنه لا يصح الإخبار به إلا أن يذكر معه المتعلق الذي تعلق به.
أيها الأخوة : أكتفي بهذا القدر في هذا الدرس .
وفي نهاية هذا الدرس أسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلا ، أن يجعلني وإياكم ممن يعمل لله، ويطلب العلم لله جل جلاله . وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين .


[/24
]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kkkk424.forumegypt.net
 
الدرس التاسع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس التاسع عشر
» الدرس التاسع
» الدرس الثالث عشر
» الدرس التاسع عشر
» الدرس التاسع عشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحق المبين :: علوم اللغة العربية-
انتقل الى: